انجيل لوقا2: 25-35
نبوة سمعان
مقدمة: يخبرنا لوقا في هذا المقطع عن سمعان فيصفه بثلاث صفات:
1-بار: يسلك بحسب الناموس
2-تقي: حريص على اداء واجباته الدينية
3-ينتظر تعزية اسرائيل: اي ينتظر المسيح
توقع الشعب اليهودي ان الأمة ستصل إلى قمة العظمة بدون واسطة بشرية فآمنوا انه سيولد لهم شخص عظيم من نسل داود على يديه يتحقق مجدهم, وهو تعزية اسرائيل
.البعض من هذا الشعب عاش حياة الصلاة منتظراً مجيء المعزي وكان سمعان واحدا منهم و(لأن سر الرب لخائفيه) فقد اخبر الله سمعان بانه (لايرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب) وهذا فعلاً ماحصل, إذ قاده الروح القدس الى الهيكل وهناك التقى بالطفل يسوع فأخذه على ذراعيه, أي حمل على ذراعيه ذاك الذي حمله وحمل خطاياه فيما بعد على خشبة الصليب, والذي قال فيه كاتب العبرانيين (حامل كل الأشياء بكلمة قدرته)
جملة انتقالية: ثم نطق سمعان بنبوة شملت أربعة أمور سنتأمل فيها بنعمة المسيح لنعرف ماذا يريد الروح ان يقول للكنيسة في هذا اليوم
1-يسوع قد وضع لسقوط وقيام كثيرين(34)
يصفه الرسول بطرس:
(حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَاراً كَرِيماً، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى فَلَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تُؤْمِنُونَ الْكَرَامَةُ، وَأَمَّا لِلَّذِينَ لاَيُطِيعُونَ فَالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ، وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ...) 1بطرس2: 6-8
ثم يخاطب اليهود قائلاً:
(فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً وَمَسِيحاً ) أعمال2: 36.
وكأن بالمسيح حجر صدمة موضوع في الطريق لكي يتعثر به الناس. إنه حجر لايمكن تجاوزه وكل الذين التقوا به انقسموا إلى قسمين,(بنوا عليه) أو (عثروا به).
الذين عثروا به (لأنه لم يكن كما يتوقعون, كانوا يريدونه ملكاً قوياً, يريدون رجلاً سيفه مسلول يدمر عروش ويسفك دماء ويقيم مملكة على جماجم الكثيرين. ففوجئوا به شخصاً وديعا متواضعاً فقيراً لا يطلب مجدا من الناس, فرفضوه وبرفضهم سقطوا عليه فترضضوا.
(كُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذَلِكَ الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ؟) لوقا20: 18.
في يوم الدينونة سيسقط هذا الحجر على الذين سقطوا عليه وترضضوا, عند ذلك سيسحقهم سحقاً فيكونوا كالغبار أو العصافة التي تذريها الريح.
(طوبى لمن لايعثر فيّ)
2-يسوع قد وضع لعلامة تقاوم(34)
هذه نبوة باضطهاد اليهود للمسيح ولقد تحققت كل مدة حياته على الأرض فاضطهاد اليهود للمسيح اشتمل على شهادات الزور عليه والاستهزاء به والبغض والصلب والقتل والتجديف الخ..
فكل ماقاله سمعان تم اولاً في يهود عصره ثم تم في الأرض كلها, بمعنى ان المسيح من 2000 سنة إلى اليوم يقاوم بمقاومة تلاميذه أو انجيله.
لماذا يقاوم المسيح, لأنه الحق.
تكلم مع الناس بأي موضوع فإنهم يُسعدون بمناقشتك (سياسة, اقتصاد, فن, أدب, علم...) لكن تكلم عن المسيح فتقاوم.
(طوبى لمن لايعثر فيّ)
3-يسوع قد وضع ليجوز سيف في نفس مريم(35)
كلام مجازي معناه ان مريم سيصيبها اشد الأحزان وهذا ما حصل فعلاً.
اشرح مسيرة آلام مريم من لحظة البشارة بالحبل المعجز, إلى لحظة الصلب.
(فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَاقِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ.) لوقا1: 45.
4-يسوع قد وضع لِتعلن افكار من قلوب كثيرة(35)
أي لتنكشف نيات قلوب كثيرة.
أمام المسيح ظهر الفريسيين والكتبة الذين يفترض بأنهم متعبدين ومتدينين وحريصين على حفظ الناموس وأحكامه, ظهروا بأنهم مرائين وقبور مبيضة, فوبخهم الرب على خفيات قلوبهم. وهكذا في يوم الدين سيقف جميع الناس أمام الديان الذي هو المسيح لتُعلن هناك افكارهم ونياتهم ودوافعهم واسباب رفضهم للمسيح.
فاليوم يستطيع البعض من الناس ان يزيف نفسه وان يدعي بأنه الأفضل والأقدس والأطهر والأكثر محبة للرب, لكن في ذلك اليوم ماذا سيفعل هؤلاء عندما تنكشف خفايا قلوبهم وتُعرف دوافعهم فإنه (لَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا.) عبرانيين4: 13.
فالمسيح وضع لتعلن افكار من قلوب كثيرة أو لتنكشف نيات قلوب كثيرة
(طوبى لمن لايعثر فيّ)
خاتمة:
شملت نبوة سمعان اربعة أمور تتعلق بيسوع المسيح
1-يسوع قد وضع لسقوط وقيام كثيرين
2-يسوع قد وضع لعلامة تقاوم
3-يسوع قد وضع ليجوز سيف في نفس مريم
4-يسوع قد وضع لِتعلن افكار من قلوب كثيرة
بلا شك انك سمعت عن يسوع أو قرأت عنه أو التقيت بأحد تلاميذه. والسؤال ماهو موقفك من يسوع, هل اصطدمت به وعثرت لأنه لم يكن كما تريد, ام انك اصطدمت به فآمنت, لأنك تفتش عن السلام والحياة الأبدية.