2كورنثوس5: 1-6.
أنين المؤمن
مقدمة: هناك أشياء كثيرة في الحياة تدفع الإنسان للأنين.
أمثلة: الطفل, فقدان عزيز.
وهكذا أيضاً في الحياة الروحية فإن المؤمن أيضاً يئن طالما هو في هذا الجسد الضعيف
الغرض : لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً
.الموضوع:هذا المقطع الذي قرأناه يقول لنا إن المؤمن يئن بسبب ثلاثة أمور, سنتأمل فيها بنعمة المسيح لنتشجع وسط الألم ونقول مع الرسول بولس (لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً)
1-يئن المؤمن بسبب التغرب عن الرب
(فَإِذًا نَحْن ُوَاثِقُونَ كُل َّحِين ٍوَعَالِمُون َأَنَّنَا وَنَحْن ُمُسْتَوْطِنُون َفِي الْجَسَدِ، فَنَحْن ُمُتَغَرِّبُون َعَن ِالرَّبِّ.) 2كو5: 6.
شرح الآية مع إعطاء الفرق بين عبارة متغربون عن الرب وعبارة وحدة المؤمن مع الرب
لذلك الرسول بولس يئن ويقول (لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً).
هذه الحقيقة أدركها أيوب فقال (أيوب19: 26-27)
أيوب يشتاق- بولس يشتاق- نحن أيضاً نشتاق إذ نئن في الجسد ونريد أن نتحرر منه ولسان حالنا (لي اشتهاء...)
2-يئن المؤمن بسبب الموت الذي يفصل الروح عن الجسد
(فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةِ) 2كو5: 4.
شرح الآية - يعبر عن رغبته في عدم اجتياز بوابة الموت للانتقال إلى الأمجاد بل (أن نلبس فوقها) كما إيليا, أخنوخ, الكنيسة يوم مجيء المسيح-
الموت عدو الإنسان الأخير لذلك الناس مؤمنين وغير مؤمنين لايحبون تجربة الموت الصعبة مع اختلاف الدوافع والأسباب
فولتير الملحد عندما واجه الموت قال(ها أنا متروك من الله والناس سأذهب إلى الجحيم)
شارل التاسع ملك فرنسا عندما واجه الموت قال (ياللدماء ياللقتلى أية مشورات شريرة اتبعت أنا هالك)
بيلشاصر(دانيال5: 6)
بالنسبة للمؤمن (استفانوس أع7: 55)
الموت هو عدو, وهو تجربة صعبة. لذلك فإن هذا الجسد يئن منه ولسان حاله (لي اشتهاء أن أنطلق...)
3-المؤمن يئن بسبب الشوق للجسد السماوي
(فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةِ) 2كو5: 4.
شرح الآية بالمقارنة مع (رو8: 23)
هكذا نحن أيضاً أليست أجسادنا هذه مائته, أليست مريضة ومتعبة, أليست ضعيفة ومؤلمة. لننظر لأنفسنا, البعض منا فقد عينه, والآخر يده أو ربما قدمه, البعض مقعد في الفراش منذ سنين طويلة والبعض قد أنهكه المرض, والبعض فقد البصر منذ الولادة أو منذ سنين طويلة. أجسادنا مائته.
ألا تشتاق أيها المؤمن لتخلع هذا المسكن المائت وتلبس بدلاً عنه المسكن السماوي. ألا تشتاق لجسد مجيد. ألا يشتاق الأعمى فينا ليبصر, والمُقعد ليتحرك والأعرج ليقفز.
سيتحقق ذلك أيها المؤمن عندما يبوق البوق الأخير (1كو15: 51-52)
سنلبس الجسد المجيد, عندها لاتعب,لاحزن, لامرض, لاضعف. عندها لاحدود تعيق تنقلنا, ولاسدود تمنعنا من الحركة.
كيف سيكون جسد القيامة(شواهد كتابية)
لذلك فإننا نئن في هذه الأجساد التي تعيقنا في كل شيء حتى في عبادتنا وشركتنا مع الله. من أجل ذلك لسان حالنا يقول(لي اشتهاء أن أنطلق.....)
خاتمة:
كمؤمنين نئن من أجسادنا بسبب ثلاثة أمور
1-التغرب عن الرب
2-الموت الذي يفصل أجسادنا عن أرواحنا
3-الاشتياق للجسد السماوي
لذلك لسان حالنا يقول(لي اشتهاء أن انطلق ....)
لدينا كمؤمنين رجاء عظيم لن ينزعه أحد منا. ولدينا صرخة الهللويا سنطلقها حتى في لحظة الموت, وعلى أعتاب القبر. ستكون أخر هللويا على الأرض, ولكن في السماء ستبدأ ولن تنتهي.
تشجع أيها المؤمن. ما ينتظرك عظيم, ويفوق العقل والإدراك. ينتظرك مجد المسيح.
ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين