عبرانيين 12: 11
فوائد الألم
جملة افتتاحية قال أليفاز التيماني (الإنسان مولود للمشقة) ايو5: 7.
هذه حقيقة تؤكدها الوقائع التي حولنا (تشرد- جوع- حرمان- استبداد- انهيار العلاقات الزوجية- تمرد الأولاد- الحروب- الظلم...)
إن كان هذا حال الناس الذين هم جزء من العالم فما هو حال المؤمنين الذين هم ليسوا من العالم (وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ) رو9: 2
.كيف يتجاوب الناس مع آلام الحياة: 1- الثورة عليها 2- الاستسلام 3- التذمر
كيف يتجاوب المؤمنين مع آلام الحياة, مع الأسف القسم الأكبر يتجاوب بنفس طريقة الناس, لكن قلة قليلة تتجاوب بطريقة مميزة, بالتدرب. والتدرب في الألم لن ينجح إلا إذا سمحنا للرب أن يدربنا (لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ) في2: 13.
التفسير الوعظي:الله يستخدم الألم (ضيق- مشاكل عائلية- مرض- أولاد- أزواج- مفشلات كثيرة...) لكي ينشئ فينا فضائل
طريقة تجاوبك مع الله هي التي تحدد إن كان الألم محفزاً أو محبطاً لك, تستطيع ان تخرج من الألم (ألماساً أو فحماً)
الغرض: تدرّب في الألم لتثمر
جملة انتقالية: مع مرارة الألم, لكن له فوائد. فما هي فوائد الألم. سنتأمل بنعمة المسيح في ثلاثة منها لتتأكد لدينا هذه الحقيقة أن الألم مدرسة للإثمار.
1-التدرب في الألم يعلمنا التوبة:
* لوقا15. (قصة الابن الضال)- من الذي علمه صلاة التوبة ((أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ : يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَك)).
لم يقوده الرب للتوبة من خلال عظة لكن من خلال الجوع والذل والحرمان
*1مل17. (أرملة صرفة صيدا)- امرأة وثنية لا تعرف الرب – يوجد خطية في حياتها- الجوع لم يقودها للتوبة- استضافتها لرجل الله وحديثه معها لم يقودها للتوبة- عندما مات ابنها قالت لإيليا
(مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟).
الجوع والموت عُمال استخدمهما الله لقيادة المرأة للتوبة
(هذَا الْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اللهِ، وَأَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ).
تدرّب في الألم لتثمر
2-التدرب في الألم يعلمنا الطاعة:
يقول الطفل كلمة لا, قبل أن يقول كلمة نعم بستة أشهر
التمرد والعصيان من طبيعتنا والله يريد أن يعلمنا الطاعة
- يونان-
(قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا، لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّب)
(فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحًا شَدِيدَةً إِلَى الْبَحْرِ، فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ حَتَّى كَادَتِ السَّفِينَةُ تَنْكَسِرُ.)
ومع ذلك لم يرجع- يموت ولا يرجع-
ابتدأ النوتية بالصلاة ...أما يونان فنام في جوف السفينة - طلبوا منه الصلاة- جوابه (لن أصلي – لو صليت سيقول لي الرب ارجع- لو كانت الصلاة تغير مشيئته كنت صليت, لكنها لا تغير مشيئته. لن أصلي ولو مت لن أرجع)
ألقوا قرعة ليعرفوا بسبب من هذه المصيبة. وقعت على يونان
(أَخْبِرْنَا بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْمُصِيبَةُ عَلَيْنَا)
بسببي وأنا هارب من الرب
(مَاذَانَصْنَعُ بِكَ لِيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنَّا)
(خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُم)
أموت ولا أرجع إلى نينوى- طرحوه في البحر
(وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.)
بعد ثلاثة أيام في جوف الحوت صلى يونان
(دعوت من ضيقي الرب...صرخت من جوف الهاوية...طرحتني في العمق في قلب البحار...قد اكتنفتني مياه إلى النفس أحاط بي غمر التف عشب البحر برأسي.. حين أعيت في نفسي ذكرت الرب..للرب الخلاص)
أمر الرب الحوت فأعاد يونان إلى البر
(ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً قَائِلاً, قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ، وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا , فَقَامَ
يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ)
تعلم درس الطاعة
تدرّب في الألم لتثمر
3-التدرب في الألم يعلمنا التواضع:
*بولس الرسول
مقدام شيعة الناصريين- أسس كنائس– رسول الأمم- كتب 13 رسالة– صعد إلى السماء الثالثة– رأى مناظر الرب وإعلاناته- اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها– عنده فرط في الإعلانات.
إنه رجل معرض للسقوط في خطية الكبرياء- الله لم يرسل له ملاكاً ولا واعظاً ليعلمه التواضع لكن أرسل إليه الشيطان (الملاك الساقط في خطية الكبرياء)
(وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ) 2كو12: 7.
الله يستخدم حتى الشيطان لتتميم مقاصده في حياة أولاده
*نبوخذ نصر
قال نبوخذ نصر, )أَلَيْسَتْ هذِهِ بَابِلَ الْعَظِيمَةَ الَّتِي بَنَيْتُهَا لِبَيْتِ الْمُلْكِ بِقُوَّةِ اقْتِدَارِي، وَلِجَلاَلِ مَجْدِي؟»وَالْكَلِمَةُ بَعْدُ بِفَمِ الْمَلِكِ، وَقَعَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «لَكَ يَقُولُونَ يَا نَبُوخَذْنَصَّرُ الْمَلِكُ:
إِنَّ الْمُلْكَ قَدْ زَالَ عَنْكَ. وَيَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ، وَيُطْعِمُونَكَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ، فَتَمْضِي عَلَيْكَ سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَأَنَّهُ يُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ».)
(وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الأَيَّامِ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي، وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ، الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ، وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. وَحُسِبَتْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ كَلاَ شَيْءَ، وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ، وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ أَوْ يَقُولُ لَهُ:
«مَاذَا تَفْعَلُ؟».)
تدرّب في الألم لتثمر
خاتمة:
للألم ثلاثة فوائد على الأقل
1-يعلمنا التوبة
2-يعلمنا الطاعة
3-يعلمنا التواضع
(وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ.)
ماهو موقفك بعد الآن من الألم, هل ستستمر بالتذمر والتشكي, أم ستقول للرب علمني مقاصدك.
تذكر هذا الحق: تدرّب في الألم لتثمر
ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين