افكار لعظة

متى4: 1- 11

تجارب في البرية

مقدمة: تؤكد هذه التجربة عدة امور:

1-يسوع انسان بلاخطية, واجه التجربة ولم يسقط.

2-التجربة بحد ذاتها ليست خطية, لكن السقوط فيها خطية.

3-التجربة امر مهم لأنها ضرورة لامتحان طاعتنا.

قارن بين ادم والمسيح (كلاهما امتحن), الاول سقط وصار رأسا للخليقة الساقطة, الثاني نجح فصار رأسا للخليقة الجديدة (الكنيسة).

في هذا المقطع تعرّض يسوع لثلاثة تجارب على الأقل, وهي تجارب كثيرا ما يكررها ابليس في حياتنا, ونريد من خلالها ان نفهم فكر ابليس لننتصر كما انتصر الرب. فما هي هذه التجارب:

1-          تجربة الرغبة الجسدية (3)

بحسب النص يبدو ان يسوع قد صام عن الطعام ولم يصم عن الشراب. واذ جاع, اي صار في اضعف حالاته البشرية تقدم اليه المجرب. هذا ما يفعله ايضا المجرب معنا.

قال للرب ما معناه: استخدم علاقتك مع الله لإشباع نفسك- هكذا يريد المجرب ان يكون الهدف من علاقتنا مع الله هو الخبز.

لاحظ هذه العلاقة بين يعقوب ابو الاسباط والرب, العلاقة التجارية التي يريد ابليس ان تقوم بين الانسان والله. قال يعقوب في صلاته: («انْ كَانَ اللهُ مَعِي وَحَفِظَنِي فِي هَذَا الطَّرِيقِ الَّذِي انَا سَائِرٌ فِيهِ وَاعْطَانِي خُبْزا لِاكُلَ وَثِيَابا لالْبِسَ وَرَجَعْتُ بِسَلامٍ الَى بَيْتِ ابِي يَكُونُ الرَّبُّ لِي الَها) تك28: 20-21.

لاحظ الجموع التي تبعت يسوع بعد ان اكلت وشبعت, قال لها المسيح: («الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي لَيْسَ لأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ بَلْ لأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ.) يو6: 26.

هكذا يخاطب الشيطان الناس:

-اذهب للكنيسة لكي تنجح في امتحان آخر العام!

-اقرأ الانجيل الله يكافئك!

-ضع الانجيل تحت المخدة الله يحميك!

-ان كنت تعبد الله فان المرض لن يصيبك!

انها كلها علاقات تجارية, ادفع, تقبض.

جواب الرب: (4)

الخضوع لمشيئة الله اهم من التخلص من الام الجوع والفقر. وبتعبير آخر: طعام الجسد مهم, ولكن الخضوع لمشيئة الاب السماوي اهم.

2-          تجربة الكبرياء (5-6)

اظهر نفسك للاخرين بعمل مثير (سوبرمان), فتحصل على المُلك بدون صليب.

كانت هذه التجربة فخا – ان نجح المسيح يسقط في فخ الشهرة والمجد الباطل, وان فشل وسقط فليس ابن الله.

الحصول على المجد بدون الم هو كذبة من اختراع ابليس.

يوم الجمعة (يوم الالم), يأتي قبل يوم الاحد (يوم المجد).

جواب الرب (لاتجرب الرب الهك)

(نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ.) عب12: 2.

وبالنسبة للناس, الذي لا يؤمن بالكتاب لن يؤمن بعمل مثير.

لعازر والغني (ولا ان قام واحد من الانبياء يصدقون)

طلب علامات من الله يعني اننا نجعل الله يتصرف كما نريد بينما المطلوب العكس, اي ان نتصرف كما يريد الله.

3-          تجربة الممتلكات والسلطة (8)

اراه ممتلكات العالم بمظاهرها الخادعة من سلطة وعظَمة, وممتلكات ونفوذ. ولكن ماذا رأى الرب. لقد رأى ما اخفاه ابليس عن عيون الناس. رأى الفساد والنجاسة والزنى والمؤامرات في قلب هذه الممتلكات, وفي قلب هذه المظاهر الخادعة. فرفض ان يكون ملكاً على هكذا عالم.

تجربة الشيطان تعني, تنازُل واحد وتربح الكثير.

تغاضى عن هذا الموضوع وسأجعلك غنيا!

ساعدني مرة واحدة في هذا الامر غير القانوني وسأعطيك مركزا مرموقا!

جواب الرب (10) يعني: (ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه) متى16: 26.

(وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ.) 2تيم3: 12.

تذكر: (إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ.) رو8: 17.

خاتمة: ثلاثة تجارب خاضها الرب يسوع المسيح وهي تتكرر كثيرا في حياتنا:

1-          تجربة الرغبة الجسدية, وتُغلب بالقول( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان)

2-          تجربة الكبرياء والشهرة, وتُغلب بالقول: (لاتجرب الرب الهك)

3-          تجربة الممتلكات والسلطة, وتغلب بالقول(لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»)

هل سقطت في احدى هذه التجارب, ام تعاني منذ فترة من السقوط تحت هذه التجارب. ان اردت الانتصار افعل كما فعل المسيح, وبأضعف الايمان ضع نفسك بين يدي الرب واطلب منه المعونة وهو امين ان يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يُكثر شدة .

ولالهنا كل المجد الى الابد امين