سؤال: إن كان الله يعلم بالكليات والجزئيات فلماذا يقال عنه أنه يغضب, طالما أن الغضب ناتج عن مفاجأة غير متوقعه, والله لا يُفاجأ؟
.الجواب: عندما نصف موضوع ما, بكلمة أو شيء, ينبغي أن يكون الوصف مفهوماً للآخر. فمثلاً لو وصِفَ فلان بأنه طويل كشجرة السرو, وكانت شجرة السرو غير مفهومة للسامع, كان الوصف عبثياً. وهكذا أيضاً بالنسبة للكتاب المقدس فهو عندما يتحدث عن الله يصفه بما هو مفهوم لدينا, فعندما يقول مثلاً إن الله يغضب, نستطيع أن نفهم الله, باعتبار الكلمة التي تصفه هي جزء من حياتنا اليوميّة.
لكن يبقى السؤال الأهم, هل يريد الكتاب المقدس عندما يصف الله بالغضب, أن يشرح لنا سلوك الله المرتبط بمسببات الغضب, أو يشرح لنا أسباب غضب الله, أو يشرح لنا حالة الله المرتبطة بالغضب؟
من البديهي أن الكتاب المقدس لا يشرح لنا سلوك الله, وإلا فهمنا إن الله يتصرف كالإنسان عندما يغضب, إذ يكسر الزجاج أو يضرب الأولاد, أو يصرخ بصوت عال..الخ
ومن البديهي أنه لا يشرح لنا أسباب غضب الله, وإلا فهمنا إن الله كالإنسان, يغضب بسبب مفاجأة غير سارة تعرض لها.
لكنه يشرح لنا حالة الله, فكما يتألم الإنسان عندما يغضب تجاه موقف مخالف لقناعاته. يتألم الله تجاه المواقف المخالفة لقداسته.
بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب