سؤال: ماهو مذهب الطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدة؟
.
جواب: بدأت هرطقة الطبيعة الواحدة في القرن الخامس الميلادي مع الراهب (أوطيخا) الذي كان رئيس دير في القسطنطينية يضم ثلاثمئة راهب. وقد عَلَّم بأنه توجد طبيعتان قبل التجسد, طبيعة بشرية وطبيعة إلهية. لكن بعد التجسد امتزجت الطبيعتان معاً حتى أصبحت هناك طبيعة واحدة فقط هي الطبيعة الإلهية. فالطبيعة البشرية تلاشت في الطبيعة الإلهية (تلاشي نقطة خمر وقعت في بحر ماء). فالمسيح والحالة هذه أقنوم واحد وطبيعة واحدة.
أدان مجمع خلقيدونية هذا التعليم سنة (451 م), وأعلن أن المسيح (واحد هو...في طبيعتين متحدتين دون اختلاط ولا تحول ولا انقسام ولا انفصال...وأن اتحاد الطبيعتين لم يُزل ولم يُلغ بأي شكل من الأشكال ما فيهما من تباين, بل على العكس من ذلك فقد حُفظت سالمة جميع خصائص الطبيعتين اللتين اتحدتا في شخص واحد وأقنوم واحد. وهو لم ينقسم ولم ينفصل إلى شخصين, بل واحد هو, وهو نفسه الابن الوحيد, الإله الكلمة, الرب يسوع المسيح). وهكذا أكد المجمع على أمرين:
1- وحدة الشخص في المسيح.
2- محافظة كل من الطبيعتين على خصائصها في وحدة الشخص.
ثم وعن تعليم أوطيخا المسمى مذهب (الطبيعة الواحدة). ظهر تعليم يقول إن للمسيح مشيئة واحدة. فانعقد مجمع القسطنطينية الثالث سنة (680 م) وأدان تعليم المشيئة الواحدة, لأن هذا معناه:
- إن الكلمة بتجسده اتخذ طبيعة بشرية ناقصة.
- إن عمل الفداء تم خارج الإرادة الإنسانية, وهذا عكس تعليم الكتاب المقدس الذي يؤكد أن المسيح بملء حريته البشرية قبل الألم وأطاع حتى الموت موت الصليب (وإذ وجِدَ في الهيئة كإنسانٍ وضع نفسه وأطاع حتّى الموت موت الصَّليب) فيلبي 2: 8.
وأعلن المجمع ايضاً بشكل رسمي عقيدة المشيئتين في المسيح قائلاً: (نُصرح أن في المسيح مشيئتين طبيعيتين, وفعلين طبيعيين, بلا انقسام أو تحول أو انفصال أو اختلاط, كما جاء في تعليم الآباء القديسين. وهاتان المشيئتان, لا تُعارض إحداهما الأخرى كما يزعم بإصرار المبتدعون الجاحدون, فمشيئته البشرية تَخضع بدون مقاومة أو تلكؤ للمشيئة الإلهية الكلية القدرة…وإننا نمجد فعلين طبيعيين في ربنا يسوع المسيح, إلهنا الحقيقي نفسه, فعلين غير منقسمين وغير متحدين وغير مختلطين وغير منفصلين, نعني بذلك فعلاً إلهياً وفعلاً بشرياً…لأننا لا نسلم بعمل طبيعي واحد في الله وفي المخلوق…إننا نعترف بصدور العجائب والآلام عن الشخص الواحد نفسه, ولكننا نعترف بأنها إمّا لهذه الطبيعة, وإمّا للطبيعة الأخرى وهو كائن بكلتيهما…ولذلك نعترف بمشيئتين وفعلين متفقين أحسن اتفاق لخلاص الجنس البشري).
بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب