سؤال:
في الرسالة إلى العبرانيين الاصحاح السادس نقرأ (4 لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 5 وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، 6 وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضاً لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ.)
أليس هذا تعليماً عن ارتداد المؤمن للهلاك؟
.الجواب:
كلا. هذا ليس تعليماً عن ارتداد المؤمن للهلاك. ان هذا المقطع لا يتكلم عن سقوطٍ بالمطلق, انما يتكلم عن سقوط محدد يرتبط بعودة المؤمن من النعمة إلى ناموس موسى, أي إلى تقديم الذبائح الحيوانية من جديد للتكفير عن الخطية.
إن كاتب العبرانيين هنا يتكلم عن مجموعة من المؤمنين الذين هم من خلفية يهودية. والذين بسبب ايمانهم تعرضوا لظروف قاسية وصعبة, فبدأ البعض منهم يفكر بالعودة لناموس موسى وذبائحه للخلاص مما هم فيه من ضيق. وهنا يأتي تحذير الكاتب لهم, بأن العودة لناموس موسى هو سقطة لا يمكن التوبة بعدها. فمن ادرك ان ذبيحة المسيح اعظم بما لا يقاس من كل الذبائح الحيوانية في العهد القديم, وعاد ثانية لذبائح العهد القديم, ازدرى بذبيحة المسيح, ولا يمكن قبول توبته ثانية.
ورغم هذا الكلام القاسي يعود فيقول لهم: (9 وَلَكِنَّنَا قَدْ تَيَقَّنَّا مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ أُمُوراً أَفْضَلَ، وَمُخْتَصَّةً بِالْخَلاَصِ، وَإِنْ كُنَّا نَتَكَلَّمُ هَكَذَا.)
وباختصار, لا يمكن للمؤمن ان يرتد للهلاك, لثلاثة اسباب على الأقل:
1-انه مولود ثانية. والله لا يمكن ان يلد للهلاك.
2-انه قد دفع فيه ثمن عظيم. والمسيح لم يشتري المؤمن بهذا الثمن لكي يفرط فيه.
3-ان الخلاص لا يرتبط بعهد قائم بيننا وبين الله. وإلا لأمكن القول ان اخلالنا بشروط العهد يفقدنا خلاصنا. لكن العهد قائم بين الله وبين المسيح, وهو عهد بالدم. أي أن الخلاص ليس مرتكزا علينا لكن على الرب يسوع المسيح الذي لم يخل, ولن يخل ابدا بشروط العهد, ليخسر كنيسته, فنخسر خلاصنا.
بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب