سؤال: ما معنى الآية "مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ" (يو20: 23)؟
الجواب: لدينا ثلاثة آراء سأحاول مناقشتها:
أولاً- الرسل لديهم سلطان مغفرة الخطايا.
بمقارنة هذه الآية مع ما ورد في (أع8) حيث يقول بطرس لسيمون "22 فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هَذَا وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ 23 لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَاطِ الظُّلْمِ" نكتشف أن الرسول بطرس ليس لديه سلطان غفران الخطايا, لذلك طلب من سيمون أن يلقي بنفسه على رحمة الرب عسى أن يغفر له فكر قلبه. وما يسري على بطرس يسري على بقية التلاميذ.
إذا الافتراض أن الرسل لديهم سلطان مغفرة الخطايا تنفيه هذه القصة.
ثانياً- لأن الحديث يدور حول الإرسالية يكون معنى الإمساك او الغفران مرتبط بإبلاغ الناس عن ضرورة قبولهم للمسيح كمخلص من الخطية, فإن قبلوه يعلن التلاميذ غفران خطاياهم, وان رفضوه يعلن التلاميذ إمساك خطاياهم.
قد يبدو هذا مقبولاً, ولكن ماذا لو أَعلن التلاميذ إمساك الخطايا على أحدهم,, وبعد سنة من الزمان مثلاً,, تاب هذا الشخص الذي أُمسكت خطاياه. هل ستبقى الخطايا ممسكة, أم سيتحرر منها؟ أعتقد أن هذا الرأي منطقيا غير وارد.
ثالثاً- لو اعتبرنا أن الآية تشير إلى ما سيقابل المبشرين من مضايقات أثناء تجوالهم في المدن والقرى من كل الرافضين للبشارة. فيكون المعنى ببساطة, أيها التلاميذ إن غفرتم لمن ضايقكم تغفر السماء, وإن أمسكتم خطايا من ضايقكم تُمسك السماء. فموضوع الغفران والمسامحة إذا هو أمر شخصي ناتج عن مشكلة بين المؤمن وغير المؤمن, فيه يمكن للمؤمن أن يسامح أو لا يسامح من ضايقه من الأشرار.
وأعتقد أن هذا هو الرأي الصحيح.
القس نبيل سمعان يعقوب.