الفصح, والحياة الأبديّة.
يُعتبر الفصح أول ثلاثة أعياد سنويّة كبرى عند العبرانيين, وهو يعني العبور أو النجاة, وذلك من قول الرب: "فأرى الدَّمَ وأعبرُ عنكم" (خروج12: 13). كان الغرض منه إحياء ذكرى نجاة العبرانيين من بيت العبوديّة في مصر (خروج12: 42). ومنذ تلك اللحظة التي احتفل فيها العبراني بتقديم خروف الفصح أدرك أن النجاة من الموت تعني أنّ حياة أخرى يجب أن تبذل بدلاً عنه لينجو, وأنّ هذه النجاة ليست مسألة استحقاق, أو أعمال يمكن القيام بها, بل هي مسألة ايمان بالذبيحة. لذلك كل الذين آمنوا تمت نجاتهم بشكل كامل, إذ خرجوا من مصر بسلام.
والآن ماذا يعني لنا خروف الفصح؟
إن خروف الفصح هو أحد أهم الرموز التي كانت تشير إلى شخص الرب يسوع المسيح كما هو مكتوب, "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا" (1كورنثوس5: 7).
وكما أدرك العبراني أنّ النجاة من الموت والعبودية ليست مسألة استحقاق, أو أعمال يمكن القيام بها, بل هي مسألة ايمان بالذبيحة, هكذا نحن أيضاً, فالمسيح " قد أُظهرَ مَرَةً عند انقضاءِ الدُّهور ليُبْطلَ الخطيّةَ بذبيحةِ نَفْسِهِ" (عبرانيين9: 26). والكتاب يقول: "لأَنَّكُم بالنِّعمة مُخلَّصون بالإيمانِ وذلك ليس منكم هو عطيَّةُ الله. ليس من أعمالٍ كيلا يفتخرَ أحدٌ" (أفسس2: 8-9). فمسألة نجاتنا من الخطية والدينونة الأبدية لا ترتكز على استحقاقنا, أو أعمالنا, بل على إيماننا بما حدث أي بذبيحة المسيح. وهذا خبر طيب لكل من يجد نفسه مستحقاً لدينونة الله, بل لجميع الناس بمختلف شرورهم, لأن النجاة تبقى لنا باباً مفتوحاً ما دُمنا على قيد الحياة.
إن كنت بعد هذه القراءة تجد نفسك محتاجاً لخلاص المسيح, الذي يعبر بك من ارض الخطية والدينونة الأبدية, إلى أرض البِر والحياة الأبدية. أقترح عليك أن تُصلي هذه الصلاة: (أيها الرب يسوع, أنا آتي إليك بكل خطاياي, طهرني بدمك, واغسلني من كل آثامي, وامنحني الحياة الأبدية التي وهبتها لكل الذين آمنوا بك. آمين)