الشفاعة
(مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِين) أفسس6: 18.
إن الشفاعة هي الصلاة من أجل الآخرين, وتعني ضمنياً التوسل أو التضرع لأجلهم, وهي تأتي من شخص ذو أهلية أي لديه استحقاق ما.( هذا التعريف لا ينطبق على شفاعة المسيح, أو شفاعة الروح القدس بالمؤمنين)
وعادة ما يكون الشفيع مدركاً حاجة الآخر إلى صلاته, فيصلي بعواطف قوية, ساكباً قلبه أمام الرب وكأن مشكلة الآخر مشكلته.
لقد صلى إبراهيم من أجل سدوم شافعاً فيها, ورغم أنه صلى بعواطف قوية بسبب وجود لوط فيها, لكن صلاته لم تستجب(تكوين18: 23-33). بينما عندما صلّى من أجل أبيمالك شافعاً فيه أجيبت صلاته.
ولقد صلى موسى من أجل شعبه الذي ضُرب بنار الرب التي اشتعلت في طرف المحلة, فاستجاب(عدد11: 2-3.) الرب شفاعته وأوقف ناره. لكن عندما صلى شافعاً بأخته مريم لم تستجب صلاته(عدد12: 14.).
ولقد صلى أرميا من أجل شعبه شافعاً فيهم, لكن الرب قال له: (لاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هَذَا الشَّعْبِ لِلْخَيْرِ) أرميا14: 11.
ونقرأ في العهد الجديد بعداً أعمق للصلاة الشفاعية, فها هو الرب يسوع المسيح يُعلّم تلاميذه أن يصلوا (لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)متى5: 44. فإن كان هذا حالهم مع المسيئين, فكم بالحري يكون مع الأحباء.
وهذا ما فعلته الكنيسة على مر الأيام, فاستفانوس يشفع بقاتليه طالباً الصفح عنهم(أعمال7: 60.). والكنيسة تصلي بلجاجة شافعة ببطرس فتستجب(أعمال12: 5.) صلاتها, بينما صلت بلا شك من أجل يعقوب الرسول لكن دون استجابة إذ قُتل في سجنه (أعمال12: 2).
والكتاب المقدس يخبرنا عن صلوات كثيرة رفعها الرسل من أجل الكنائس(رومية1: 9+ أفسس1: 16+ 1تسالونيكي1: 2..الخ), أو من أجل الأفراد(2تيموثاوس1: 3+ فيلمون4.), أو من أجل بني جنسهم(رومية10: 1). بل بالحري يخبرنا أن المؤمنين عليهم أن يصلوا (لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ) أفسس6: 18, و (لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ) 1تيموثاوس2: 2.
إن ما يجب ملاحظته في كل هذه الصلوات الشفاعية المرفوعة للآب السماوي أمرين:
- 1)هي صلوات أحياء من أجل الأحياء.
- 2)هي صلوات ذات أغراض متنوعة (إنقاذ, شفاء), وليس بالضرورة أن تُستجاب جميعها.
بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب
.