سبت الأموات
في كل سنة وتحديداً في ذكرى يوم سبت الأموات يتهافت الناس إلى المقابر لزيارة موتاهم ولوضع الورود البيضاء على قبورهم وحرق البخور وإضاءة الشموع والبكاء والنحيب من جديد ولفتح جروح قد اندملت بفعل الزمن ... ونرى رجال الدّين يقفون مع أهل الميت عند القبر الأبيض المزين بالورود ويتلون الصلوات ويحرقون البخور..... وهنا ..ألا يحق لنا أن نسأل ما سبب إحياء هذه الذكرى ؟ ومن الذي ابتدعها ؟ وما الغاية منها ؟ وهل لها أي مرجعية في الكتاب المقدس؟ وهل حقا هناك صلاة تتلى على الأموات وعلى أرواح الأموات لتريحهم أو تنقلهم من مكان لآخر أو لتغفر خطاياهم ؟!؟
ولكي نفهم وجهات النظر ومفاهيم هذا اليوم وتعبيراته السائدة ، نورد هنا بعض الآراء من النت كما تمّ تنزيلها:
1-من موقع المنارة الأرثوذكسية: كتبه الأب سلوان
يدعى السبت الذي قبل مرفع اللحم بــ “سبت الأموات”. كل سبت هو مخصص للأموات ولكن يوجد سبتان متميزّان ليتورجياً أولهما الذي ذكرناه سابقاً والثاني هو الذي يقع قبل أحد العنصرة.
يسأل البعض لماذا هذه الذكرى مادام كل سبت هو للأموات؟ طبعاً كل سبت يصّح فيه ذكر الأموات ولكن هناك من مات في البحر أو غريب أو فقير ولم يقم أحد بالصلاة على روحه، لذلك خصصت الكنيسة لهم ولكل الأموات في هذا اليوم صلاة عن أرواحهم، فنقول في طلبة التريصاجيون لسبت الأموات, “…. وإخوتنا، وآبائنا، وأجدادنا، والذين سبقوهم المتوفيّن في أي مكان وبأي نوع من أنواع الميتات المتعددة”.
سبت الأموات الحالي يقع قبل أحد مرفع اللحم أو ما نسميه أحد الدينونة، أي مجيء المسيح الثاني، لأن أمواتنا لم يحاكموا بعد، فنذكرهم اليوم ونطلب رحمة الله العظمى الغير محدودة، ونطلب من الله بهذا الصلاة أن يريحهم، وبالوقت ذاته نتذكر نحن الموت ونذكّر أنفسنا بالتوبة.
حتى لو مات إنسان صالح فاذهب وقدم له صلاة وبخور وشمعة لأن الله سيقبل هذه التقدمة ويقدم بدلاً منها رحمة. والحالة تشبه حالة أب لديه طفل مريض ولا يستطيع أن يفعل شيء سوى أنه يصلي للرب ويقدم شمعة وبخوراً، والله يسمع صلاته ويقبل تقدمته فيريح ابنه أو يخفف عنه، الأمر ذاته مع الموتى، هم لا يستطيعون أن يقدموا شيء بسبب مرضهم أو موتهم (للموتى) فيساعدهم أصدقاؤهم وأحباؤهم وأقرباؤهم مقدّمين باسمهم صلاةً للرب العلي كي يخفف ألمهم.
لذلك يجب أن لا نقلل من أهمية الذكرانيات والصلوات للموتى، والأهم ذكرهم في القداس الإلهي أمام الرب.
2-من موقع كنيسة الآباء الأجداد للروم الأرثوذكس - بيت ساحور بطريركية دير الروم الأرثوذكس – القدس
بقلم : سامر يوسف الياس مصلح
إن سبت الأموات هذا هو تتمة لسبت الأموات السابق، الذي يقع كل سنة يوم السبت قبل أحد مرفع اللحم، واسمه سبت الدينونة، لأن به نهيء أنفسنا ليوم الأحد الذي فيه نقرأ إنجيل الدينونة: "كنت جائعاً فأطعمتموني..." الله سيديننا حسب هذا التعليم ليسوع المسيح فبقدر ما نكون محبين ومعاملين ومعطائين لبعضنا البعض، وخاصة لمن هو محتاج لعون مادي ومعنوي يجب أن تقف معه، بهذا القدر نكون محظيين بالعون الإلهي والسكنى في عالم الملكوت.
لهذا السبب وُضع السبت السابق ليوم أحد الدينونة، حسب ما هو مذكور في كتاب (تعاليم الرسل)، الذي يؤكد على هذه الصلاة وخاصةً أننا نذكر فيه أمواتنا. ولكن المسيحي يتجاوز نطاق عائلته وأقاربه...المسيحي يتعاطف مع كل إنسان في الكون، فكم بالحري إذا كان هذا الآخر هو مؤمن. ومن جهة أخرى تقع أحداث لا يتاح فيها أن يصلى على أموات بسبب غريق أو حريق أو اضطهادات... فكان الحس عند الآباء القديسين تستوجب الصلاة لهم. فذكرانا لهم كل سبت وبصورة خاصة في يومي سبت الأموات: الأول في سبت مرفع اللحم والثاني في سبت ما قبل العنصرة، يجعل حياة الإيمان والحب والتقدير لمثل هؤلاء مرتبط بصميم حياتنا.
3-St Elias Catholic Church-Fassouta
بقلم : غريغوريوس الثّالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريّة وأورشليم للرُّوم الملَكيِّين الكاثوليك
فيما يلي بعض من الأسباب التي لأجلها وضع هذا التذكار:
- لكي نجمل في صلاة شاملة جميع الراقدين وخاصة أولئك الذين ماتوا ولم يحصلوا على الصلوات والترانيم الخاصة بالراقدين.
- الآباء القديسون يعلمون ويعلّمون أن التذكارات والقداديس والصلوات التي تقام لأجل الراقدين والصداقات التي تقدّم لأجلهم تجديهم راحة ونفعًا عظيمًا، وهذا هو التقليد الرسوليّ وهذا ما يذكره ديونيسيوس الأريوباجي وهذا ما يؤكّده القديس مكاريوس المصري والقديس يوحنا الذهبي الفم والقديس غريغوريوس الشيولوغوس أو اللاهوتي. والقديس أثناسيوس الاسكندري يؤكد قائلاً: "لا تتأخر عن أن توقد في القبر زيتًا وشمعًا داعيًا المسيح الإله. لأن ذلك هو مقبول لدى الله ويمنح جزاءً عظيمًا. فإن كان الميت خاطئًا اصنع ذلك كي تحل خطاياه. وإن كان صديقًا لتحصل له زيادة أجر. وإن اتفق أن يكون غريبًا معوزًا وليس له من يهتم بذلك، فالله بما أنه عادل ومحب للبشر يرجح له الرحمة" (نقلاً عن التريوذيون اليوناني)
4-من موقع أخبار المطرانية
إن كنيسة المسيح قد تسلّمت من أوامر الرسل نفسها (الأمر 42 من الكتاب الثامن) العادة بأن تصنع تذكارات من أجل الراقدين في الثالث والتاسع والأربعين وهلمّ جرّاً. وإذ كان كثيرون من الناس قد ماتوا في أزمنة متعاقبة على غير حين في مكان غربة في بحار أو في جبال أو في وعور وربما لم يحصلوا لفقرهم على الجنانيز المفروضة حملت الآباء الإلهيين الغيرة والمحبة للجنس البشري على تحديد جنّاز عام يُصنع في هذا النهار عن أرواح كل من توفي منذ الدهر من المؤمنين الحسني العبادة لكي يعم الذين لم يؤهلوا للحصول على الجنانيز.
ثم إذ كنا نصنع غداً تذكار ظهور المسيح الثاني يوم القيامة وكأن الراقدون لم يحاكموا بعد ولم يحصلوا على الجزاء التام كما يتضح من الكتاب المقدس (اعمال 17: 31 ورسالة بطرس الثانية 2: 9 وعبرانيين 11: 39 - 40) فلا ريب بأن الكنيسة تصنع هذا الجناز اليوم في وقت ملائم عن أرواح الراقدين ذاكرة إياهم وطالبة الى الله أن يتحنن على الخطأة وذلك لثقتها بعظم رحمته تعالى التي لا تُحد
ثم للآباء القديسين في تحديد هذا الجنّاز قصد آخر ثالث وهو أنهم بتذكار جميع المتوفين عموماً يذكّروننا بالموت في وقت ملائم فينهضنا ذلك الى الندامة والتوبة.
5- من موقع أبونا
تذكار جميع الموتى المؤمنين
الكاتب: الأب د. بيتر مدروس
لا تكتفي الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسيّة بـ"ذِكر" المتوفّين بل تصلّي عن أرواحهم. ورُبّ سائل يسأل: ما فائدة الصلاة وقد توفّوا؟ الله فوق الزمان والمكان ويستطيع بقدرته الكاملة أن يسعفهم بصلواتنا بعد موتهم في حياتهم قبل الوفاة، فما المشكلة عنده وهو الذي أعلن لنا أنّ "الذي يسقي أحد هؤلاء الصغار كوب ماء بارد لا يضيع أجره". لا تضيع اية صلاة سدى.
6-من موقع : بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس
سبت الأموات أو بالأحرى سبت الراقدين.
تُقيم الكنيسة الأرثوذكسيّة تذكارًا للراقدين على رجاء القيامة المجيدة مرّتين في السنة، ويعرفان بسبت الأموات.
الأوّل: يقع قبل أحد مرفع اللحم أو ما يعرف ليتورجيًا بأحد الدينونة.
الدينونة تعني مجيء المسيح الثاني، ولأن أمواتنا لم يخضعوا للدينونة بعد، نذكرهم في الصلاة طالبين لهم الراحة ورحمة الله العظمى اللامتناهية، كما نذكّر في الوقت ذاته أنفسنا بالتوبة.
الثاني: وهو السبت الذي يسبق أحد العنصرة مباشرةً.
لأن الروح القدّس هو علّة الحياة والنعمة والقداسة تخصّص الكنيسة هذا اليوم للراقدين وتطلب نعمة الروح القدس لتعزيتهم وراحتهم
7-الأب "متري هاجي أثناسيو" مؤلف موسوعات كنائس دمشق وريفها، وراعي كنيسة الزيتون في مدينة دمشق:
تحدث بالقول لموقع"eSyria " : «إن الكنيسة تبتهل إلى الله كل يوم في صلواتها الطقسية لأجل الأموات، ليمنحهم الراحة الأبدية،
ولكنها في كل عام تقيم لهم تذكاراً احتفالياً سنوياً، وتصلي لأجلهم بنوع خاص، وتدعونا إلى أن نذكرهم ونضرع إلى الله من أجلهم، حيث يخصص لسبت الأموات يومين في السنة الميلادية، فاليوم الأول يأتي قبل أسبوع من صيام عيد الفصح المجيد، والثاني بعد العيد مباشرة والذي يسمى "عيد العنصرة"، فهذا العيد هو عبارة عن وجود علاقة ارتباط بين الأحياء والأموات » لكل إنسان عائلة، فإذا توفي فرد من أفرادها وجبت زيارته وذكره في هذا اليوم، حيث يرافق هذا اليوم العديد من العادات والطقوس بأخذ أكاليل من الورد وإضاءة الشموع حول القبور وحرق البخور المقدس، وبعض الناس يأخذون معهم صواني من القمح يوزعونها على الفقراء باعتبار أن القمح يرمز إلى "روح الحياة."
ينهي الأب "متري" حديثه بالقول: «والصلاة التي تردد دائماً في ذكرى يوم "سبت الأموات" وفي الصلوات على أرواح الأموات هي: "يا إله الأحياء والأموات، يامن وطئ الموت ووهب الحياة، أنت يارب.. أرح جميع الموتى في مساكن الصديقين في مكان نيّر في مكان الراحة، حيث لا وجع ولا خوف ولا تنهد».
مما سبق : نقرأ كمية من المفاهيم الغريبة كلياً عن كلمة الله واسمحوا لنا أن نسأل بعض الأسئلة؟
ما علاقة الصلاة بالبخور والشمعة ؟ّ! ومن أين أتى الكاتب بأن؟ : الله سيقبل هذه الصلاه ويقدم بدلا منها رحمة !!
هل هذا هو تعليم الكتاب المقدس من جهة المريض؟ شمعة وبخور ؟! مريض ولا يستطيع أن يفعل شيء سوى أنه يصلي للرب ويقدم شمعة وبخور!!
من قال بأن ؟ : الصلوات والصدقات التي تقام من أجل الراقدين تجديهم راحة ونفعا عظيماً ؟!!
ما مصدر هذا الإدعاء ؟ : "لا تتأخر عن أن توقد في القبر زيتًا وشمعًا داعيًا المسيح الإله. لأن ذلك هو مقبول لدى الله ويمنح جزاءً عظيمًا!! فإن كان الميت خاطئًا اصنع ذلك كي تحل خطاياه. وإن كان صديقًا لتحصل له زيادة أجر؟؟!!
هل يفهم الكاتب مشيئة الله الى هذه الدرجة ؟ : فالله بما أنه عادل ومحب للبشر يرجح له الرحمة!!!
هل يوجد كتاب آخر نستقي منه تعاليمنا غير الكتاب المقدس ؟: إن كنيسة المسيح قد تسلّمت من أوامر الرسل نفسها (الأمر 42 من الكتاب الثامن)!!
كيف يؤدى هذاا الحق إلى هذه النتيجة ؟! الله فوق الزمان والمكان ويستطيع بقدرته الكاملة أن يسعفهم بصلواتنا بعد موتهم في حياتهم قبل الوفاة، فما المشكلة عنده !!
من فرض الجنانيز ؟ : لم يحصلوا لفقرهم على الجنانيز المفروضة !!
كل هذا هو غيض من فيض والكل ممن سبق يسير بوجهة نظر واحدة ومتقاربة مجمعاً على ضرورة الاحتفال بذكرى هذا اليوم وضرورة الصلاه على الموتى وإضاءة الشموع وحرق البخور ... لكي يريحهم الله ويتحنن على الخطاة لأن ثقتهم كبيرة جدا في واسع رحمته !!!
والآن أين هذه التعاليم والآراء كلها والطقوس والصلوات والتفاسير من الكتاب المقدس ؟؟
وماذا يعلم الكتاب المقدس بهذا الشأن؟
يخبرنا الرب يسوع في لوقا 16 : عن غني كان يتنعم كل يوم ويلبس البز والأرجوان وعن مسكين اسمه لعازر كان مطروحاً عند باب بيته ومصابا بالقروح والجروح ،ويشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني ، وحدث أن مات لعازر فحملته الملائكة الى حضن ابراهيم ومات الغني أيضا ودفن ، فرفع الغني عينيه في الجحيم وهو في العذاب و رأى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه ، وعندها طلب من ابراهيم طلبتين بعد الموت ولم يشأ إبراهيم أن يجيبه ولا استطاع على ذلك لو شاء : أولهما أن يرسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لسانه , فكان جواب ابراهيم: أن هوة عظيمة قد أثبتت بين الجحيم وموضع الراحة فلا الذين يريدون العبور من موضع الراحة إلى موضع العذاب يقدرون ولا العكس ، إضافة ، إلى أن كل واحد منهما قد استوفى ما له في الحياة ، إن كان الغني : فقد استوفى الخيرات ولعازر فقد استوفى البلايا. ( مع بساطة هذه الطلبة لم يستطيع أبو الآباء ابراهيم – خليل الله ، والذي قال عنه الرب : «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ، لم يستطع تحقيق هذه الطلبة) .
الطلبة الثانية : أن يرسل ابراهيم لعازر إلى بيت أبيه لكي يحذر اخوته فلا يأتوا الى موضع العذاب هذا : فكان جواب ابراهيم انه: لديهم الناموس والأنبياء ليسمعوا منهم ، ولكن الغني أعاد السؤال ثانية بأنه إن مضى اليهم واحد من الأموات يتوبون , فأجابه ابراهيم: " إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ».
فإذن القديسون وحتى أشهرهم لا يستطيعوا أن يساعدوا الموتى ، لأن الله قد ختم حكم الهالكين ولا يوجد موضع للشفاعة فيهم بعد موتهم ، أما الأحياء فالرب ينذرهم بكلمته أن يتوبوا ويؤمنوا بالذي أرسله ليكون لهم حياة إن آمنوا باسمه.
فإذن عذاب الهالكين أبدي وهذه حقيقة جوهرية واي تعليم آخر يناقض هذا التعليم الكتابي هو من إبليس.
نفهم من هذه القصة الحاصلة والتي أخبرنا بها الرب يسوع : بأن الموتى يقررون مصيرهم وهم أحياء على هذه الأرض، فبعد موتهم لن يجدي معهم نفعاً مهما عملنا لأجلهم لأن الهوة العظيمة قد أثبتت ولأن الصالحين لا يقدرون أن ينتقلوا من مكانهم وكذلك الأشرار، وبأن أعظم الأنبياء لا يستطيع أن يفعل أدنى شيء لهم ولا أن يعينهم بعد موتهم .
قوة دم يسوع :
يوحنا الأولى 1 : 7 "وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" .
الإنسان المؤمن بدم يسوع يتطهر من جميع خطاياه ويأخذ البر الذي ليسوع المسيح وهذا يحصل لحظة إيمانه، ولا يمكن أن ينوب عنه أحد فقبول موت وقيامة يسوع المسيح من الأموات هي مسألة شخصية بحته وهي التي تمنحنا الخلاص : " لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ."..... فلا تكون عطية الإيمان لإنسان ميت ، فالمصير يقرره الشخص نفسه أثناء وجوده على هذه الأرض وبعد الموت تكون الفرصة قد ضاعت «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ."
التطهير بالدم مرة واحدة في حياة المؤمن كما يقول الرسول بولس "فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عب 10: 10)
للأسف فقد دخلت المسيحية بدع وهرطقات كثيرة لا تمّت لروح المسيحية بأدنى صلة بل على العكس هي تدمر أساس التعليم المسيحي وأساس الإيمان المسيحي وتشوه حقائق الخلاص الذي هو بالنعمة المقّدمة من الله المُحب لأشخاص نظيرنا لا يستحقونها ولكن بفضل غنى نعمته ورحمته ومحبته التي أحبنا بها فقد قدم لنا الخلاص المجاني الذي تكلف ثمنه كاملاً يسوع المسيح على الصليب ،، لأننا بالنعمة مخلصون ، لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. إن كنا نؤمن بأن يسوع المسيح يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ ، فإذن : كل مؤمن يتقدم الى عرش النعمة بواسطة يسوع المسيح ويؤمن بعمله الكفاري على الصليب ففي نفس اللحظة ينال الخلاص والتطهير من جميع خطاياه ، للوقت يلبس ثِيَابَ الْخَلاَصِ. ويكتسي رِدَاءَ الْبِرِّ، لحظة اعترافه بالرب يسوع المسيح سيد وملك ومخلص شخصي لحياته ، لحظة قبوله لشخص الرب يسوع المسيح يقول الكتاب : " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ."
عندما يحصل الإنسان على هذا التبرير يقول الكتاب : لكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا. وعلى هذه البنوة ، ويصبح شريك الطبيعة الإلهية ، ويصبح ضمن العائلة المقدسة وينضم إلى جسد المسيح عروس المسيح ، ويدخل ضمن عهد مقدس مع الله ، عندها لن يستطيع أحد أن ينزع خلاصه لأنه بيد الرب الذي وعد وقال: " خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي.وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي." ... هل بعد هذا التأكيد من فم الرب يحتاج المؤمن إلى صلاة على روحه بعد أن يرقد.... بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ....هل نحتاج بعد هذا إلى السؤال عن مصير الراقد المؤمن بدم المسيح !!! إن كان الراقد مؤمنا حقيقيا فالكتاب يقول : " إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ." فحيث يكون المسيح : " حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، "
فما الحاجة بعد كل هذه الوعود من الله الأمين:
- لأَنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَكُلَّ صُنْعِهِ بِالأَمَانَةِ.
- يَا رَبُّ، أَنْتَ إِلهِي أُعَظِّمُكَ. أَحْمَدُ اسْمَكَ لأَنَّكَ صَنَعْتَ عَجَبًا. مَقَاصِدُكَ مُنْذُ الْقَدِيمِ أَمَانَةٌ وَصِدْقٌ.
- إِلَى الأَبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ.
- فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.
هل بعد هذه الوعود من الله هناك حاجة للصلاة على الميت ؟..... حسناً ربما يقول قائل : الشخص الذي رقد ... أو مات ... لم يكن مؤمناً كفاية ؟!! لذا نريد أن نصلي لروحه لكي يرحمه الله ويريحه من العذاب ؟؟!!
أيها الأحباء لا يوجد في المسيحية شخص غير مؤمن كفاية ... إما أن يكون مؤمن بالرب يسوع المسيح – الإيمان الحقيقي – أو لا يؤمن .. لا يوجد منطقة وسطى .. إما مع السيد المسيح أو ضده ... إما ضمن الفلك أو خارجه.... إما أن يكون قد قبل الخلاص بالنعمة أو رفضه .. عندما كان الرب يسوع في الهيكل دُفِعَ إليه سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ فقرأ المكتوب الى أن وصل إلى : وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ، لم يكمل الآية التي تليها مباشرة من أشعياء 61 التي تقول : وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا .. لأن زمن النعمة هذا هو ..هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ بل سماها سنة الرب المقبوله لأن زمن النعمة زمن طويل وهو مفتوح منذ ألفي سنة تقريباً ولغاية الآن لأن إلهنا : رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ ويشفق على صنعة يده لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ... فطالما كان باب النعمة والقبول مفتوحاً فهو متاح للجميع بدون استثناء واللص الذي على الصليب كان من أوائل المستفيدين منه فقد سأل الرب يسوع المسيح أن يذكره : فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ». ولكن لا يوجد مكان لأي شخص مِنْ بَعْدِ مَا يَكُونُ رَبُّ الْبَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، وَابْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ الْبَابَ قَائِلِينَ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! افْتَحْ لَنَا. يُجِيبُ، وَيَقُولُ لَكُمْ: لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ! ... نعم الفرصة ضاعت .. وليس هناك طريقة لإعادتها ...لإعادة الزمن الى الوراء
لا يمكن لأية صلاة من كاهن ، أو بخور من شماس ، أو شمعة من صديق ، أو صدقةُ من محسن أن تغّير من قرار إلهي قد صدرفي الكتاب المقدس ، ولا يمكن لصلاة لراحة نفس المرحوم أن تريحه ، أو تغيّر موضعه بعد أن قرر بنفسه وهو على الأرض أين يكون موضعه ... وما هذه الطقوس إلا مضيعةً للوقت وتشتيت لفكر الناس بالتفكير والإهتمام بالموتى .... والأجدر أن نقيم الصلوات لأجل الأحياء (( سبت الأحياء)) أن نصلي بحرارة لأجل الأحياء لكي يتوبوا ويخلصوا قبل أن يفاجئهم الموت الذي لا يعرف السبت من الأربعاء ....
إذن أيهاء الأحباء ، بعد الموت ليس هناك اي نفع لا من صلاه ، ولا من صدقة ، ولا من بخور، ولا من شموع ، ولا من دموع ، وحسبما يقول الكتاب عن الموت :
أشعياء 38 : 18 " لأَنَّ الْهَاوِيَةَ لاَ تَحْمَدُكَ. الْمَوْتُ لاَ يُسَبِّحُكَ. لاَ يَرْجُو الْهَابِطُونَ إِلَى الْجُبِّ أَمَانَتَكَ."
المزمور 6: 5 " لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُكَ. فِي الْهَاوِيَةِ مَنْ يَحْمَدُكَ؟
هذا كلام الكتاب المقدس الذي هو الأساس لكل تعليم صحيح ومستقيم ..
أيها القارئ الكريم : إن كنت غير تائب لغاية اللحظة فاعترف الآن أمام الله بخطاياك وتُب إليه وأنت سامعٌ لكلمته ولا تؤجل... لأنه من يدري !!!!
"مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ."
ولإلهنا كل المجد ... آمين
الأخت فاديا يعقوب