من ثلاثة اشهر الى سنة
انها مرحلة رائعة من عمر الطفل, اذ يدخل في تفاعلات رائعة مع اي شخص يكون مستعدا ان يعطيه جزءا من وقته.
انها مرحلة الاستكشافات القوية بالنسبة له, وكأم سترين نفسك في تحديات كبيرة تتعلق بسلامة ابنك صاحب المهارات التي لا تقاوم.
انها المرحلة التي لا يكتفي فيها بالبكاء كوسيلة لجذب انتباهك, لكنه سيلجأ الى طرق رائعة ومثيرة, وفي كل يوم ستكتشفين عظائم الله في عطيته لك.
أولاً- نموه الجسدي.
.
في هذه المرحلة تكون عضلاته قد اشتدت, لدرجة انه يستطيع الجلوس بنفسه من دون مساعدة. وعندما يبلغ ستة اشهر من عمره سيكون بإمكانه ان ينقلب على ظهره أو على صدره. لذلك حاذري ان تتركيه بمفرده على مكان مرتفع كسرير دون حواجز.
في هذه المرحلة يستطيع الطفل ان يجلس, ولكن عليك بدعمه بالوسادات, ومراقبته لئلا ينقلب.
في هذه المرحلة يرغب الطفل ان تحمليه من الجزء العلوي من جسده, وتجعليه يقف في حضنك.
في هذه المرحلة ستكون يداه اغلب الاوقات مفتوحتان, وسيحاول عن قصد ان يمدهما نحو الأغراض التي يقع بصره عليها. ولن تستطيعي من خلال مراقبته ان تعرفي ان كان أعسرا أم يمينياً, لأن هذه الصفة لا تتوضح إلا في سن الثالثة من العمر.
عندما تحملينه ستلاحظين انه يسارع إلى امساك شعرك أو الحَلق في أذنيك, أو النظارات على عينيك.
أو القلم في جيب والده. الخ..
ولأنه سيحاول ان يفحص كل ما تصل اليه يده بواسطة فمه, حاذري ان يمسك الأشياء الصغيرة لئلا يبتلعها.
في هذه المرحلة ستكون تسليته الرائعة هي الامساك بالأشياء وقذفها إلى الأرض. هو بالطبع لايقصد كسرها او اتلافها, لكنها مجرد تسلية واختبار جديد بالنسبة له.
في هذه المرحلة سيصير بإمكانه ان يركز نظره على الأشخاص, أو الأشياء التي تبعد عنه بضعة أقدام ليتابع حركتها. وسيصير أيضا أكثر مهارة في تحديد مصدر الأصوات التي يسمعها. وسيكون هو أيضا مرنّماً من طراز فريد, اذ سيخرج من فمه همهمات ودمدمات غير مفهومة.
في هذه المرحلة سيكون الطفل أيضا مسروراً لمجرد ان تضعيه في حضنك وتلعبي بيديه أو قدميه. أو ترسمي له على وجهك علامات معينة. أو عندما تعطينه بعض الأغراض ليلعب بها, وخاصة تلك التي تُصدر اصواتا أو ألحانا موسيقية.
ثانياً- طعامه.
إن كنت ترضعينه فإنه بحاجة إلى خمس وجبات يومياً. ومن الأفضل أن تستمري بإرضاعه خلال هذه المرحلة قبل الانتقال إلى الرضاعة من الزجاجة.
أمّا إن كان يتناول مستحضرات غذائية فإنه بحاجة أيضاً إلى خمس زجاجات يومياً تحتوي كل واحدة بين(150- 250مل) من المستحضر الغذائي, بناء على وزنه. إن الكمية التقريبية لكل رضعة هي (30مل) لكل كغ من وزن الطفل.
من الأفضل ان لاتستعجلي في هذه المرحلة تقديم الأطعمة الصلبة لطفلك, كون حليبك أو المستحضرات الغذائية تزوده بكل ما يحتاجه. وحاذري ان تقدمي له العسل قبل ان يبلغ السنة من عمره, لأنه قد يصاب بالتسمم الغذائي الذي قد يسبب ضررا خطيرا لجهازه العصبي.
ثالثاً- النوم.
بين الشهرين الرابع والسادس يكون طفلك قد اعتاد النوم بشكل روتيني. وبإمكانك تشجيعه على النوم مرتين أثناء النهار.
في شهره السادس يستطيع الطفل ان ينام ثماني ساعات متواصلة دون تناول الطعام.
من المفضل قبل نوم الطفل في اوقات انت تحددينها ان تقومي بإرضاعه, أو الغناء له, أو مداعبته, وبتكرار هذه الأمور سيبدأ الطفل بربطها بوقت نومه.
ان طفلك اثناء نومه قد يستيقظ اكثر من مرة دون ان يتطلب هذا تدخلاً منك ليعود إلى نومه. أمّا إن تدخلت في الأمر من خلال حمله أو هزّه أو إطعامه, فإنه سيعتاد ذلك ولن يتخلى عن هذا الأمر بسهوله.
رابعاً- مشكلات طبية.
إن طفلك في هذه المرحلة أقوى وأكثر مناعة مما كان عليه قبل ثلاثة اشهر. ومن المعتاد ان لاتخرج الاصابات أو الالتهابات التي تصيبه من نطاق السيطرة, لتصبح مشكلة كبيرة. أمّا حرارته المأخوذة من المستقيم, فلو بلغت أكثر من (38م) بقليل فلست محتاجة للذهاب إلى الطبيب, فالأمر لا يقلق.
1-اصابة مجرى التنفس: أكثر الأمراض شيوعاً هو التهاب الجهاز التنفسي العلوي (الرشح, الزكام), ويشمل الانف أو الاذنين والحلق ومجرى الهواء العلوي.
أما أعراضه فهي سيلان في الأنف – سعال- حساسية- نوم متقطع. وعادة, إذا ما كانت الإصابة بسبب (فيروس), فإن جهاز المناعة لدى الطفل سينجح في انهاء الأمر خلال اسبوع.
2-الاضطرابات الهضمية: إذا كان تقيؤ طفلك شديداً فعليك مراقبته بدقة, وإذا كان كثير الميل إلى النوم, أو حرارته مرتفعة, أو برازه رخو, فاتصلي بالطبيب.
إذا كان براز الطفل رخواً لمرة أو مرتين في اليوم, وكان الطفل نشيطاً وعلى ما يرام فلا حاجة للقلق. هذا يحدث بين الفينة والأخرى.
إذا كان براز الطفل كثيراً وسائلاً, ولكن لايرافقه التقيؤ أو علامات الجفاف, فيمكنك متابعة الرضاعة دون قلق. وان كنت تعطينه المستحضرات الغذائية فيجب ان يضاف اليها العناصر التي تمنع الاسهال وتجعل البراز أكثر صلابة, كأن تضيفي لها مرق التفاح المهروس, أو سائل هو منقوع الأرز.
بقلم نبيل سمعان يعقوب