هناك مثل روسي يقول: "يستقبلونك حسب ثيابك و يودعونك حسب ثقافتك". المغزى منه ان تأثير قيمة ثيابك -غالية او رخيصة- يبقى مؤقتا و ينتهي عندما تبدأ بالكلام و يظهر مستواك العقلي.
الكثير منا يحب ان يشتري ثيابه من ماركات عالمية مثل "أرماني- شانيل-ديور.." ليظهر أنه مختلف عن الاخرين...ولكن هل تغير الثياب الخارج ام الداخل؟
قد تُبهر البعض "ثِيَابَ بُوصٍ" و "طَوْقَ ذَهَبٍ" و لكن ليس الله, لأنه لا ينظر الى الخارج, "لأَنَّ الْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ, وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ".
لقد دخل الملك الى العرس ونظر" إِنْسَاناً لَمْ يَكُنْ لاَبِساً لِبَاسَ الْعُرْسِ" فطلب من خدامه أن يطرحوه فِي"الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ". لماذا؟
الا يمكن لي أن ادخل العرس ببري الذاتي؟ الا استطيع أن ادخل الى العرس بأفضل الأعمال الصالحة؟
كلا لا أستطيع, لأنه "قَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا". اذاً, "مَنْ يُخْرِجُ الطَّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ" ؟ الجواب "لاَ أَحَدٌ! "
ما العمل اذا؟ من اين لي بثوب فريد جديد؟
اعلم اذاً انه يجب خلع "الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ"وارتداء "الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ" و بكلمة أخرى:
"الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ" و هذا الثوب لا وقتي, بل ابدي لأنه هكذا مكتوب "كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ."
هذا هو الثوب الوحيد المقبول عند صاحب العرس, و هو الماركة الوحيدة التي ينظر اليها الله وتجد عنده قبولا. فأسرع واشتريه" بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَثَمَنٍ" لأن ثمنه قد دفع ب"دَمٍ كَرِيمٍ".
فادي يعقوب
.