"وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ...أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعاً! وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟" (لوقا18: 1، 7-8)
إنّ الصلاة هي أمر جوهري في حياة الإنسان المؤمن، على أساسه يتحدّد نمو حياة المؤمن الروحيّة وعمقها ونضجها.
عندما نتكلّم عن الصلاة نحن نتكلّم عن أوكسجين الحياة الروحيّة، نتكلّم عن الدم الذي يجري في عروق الحياة الروحيّة، نتكلّم عن الطعام الذي لا نستطيع أن نعيش بدونه. إنّ الصلاة هي أساس حياة المؤمن واستمراريتها، فهي بداية الحياة الروحيّة التي لا نهاية لها في العلاقة مع الرب. لذلك ركّز الرب يسوع المسيح على هذا الموضوع كركن أساسي وجوهري في حياتنا الروحيّة. "وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ". لذا هناك دعوة جديّة من الرب يسوع المسيح للصلاة بلجاجة.
إنّ الصلاة بكل بساطة، هي عملية الاتصال بالربّ والكلام معه. هي الحديث الذي يجري بين الإنسان المخلوق، والله الخالق، بعلاقة مباشرة معه، فالرب إله المجد يدعونا لكي نتكلّم معه في كل حين، فنتقدّم من الرب بالشكر والتعظيم والاستسلام لمشيئته والاغتسال من خطايانا بدم المسيح. كما تحتوي الصلاة جزء أساسي، وهو الطلب والسؤال من الرب. إن الرب هو الوحيد الذي لا يملّ من سؤالنا، ولا يتعب من طلباتنا، ولا ينزعج عندما نقرع بابه بالصلاة. وهذا هو ما أعلنه ربّنا يسوع المسيح عندما قال: "وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ." (لوقا11: 9).
.