فَأَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُ مِصْرَ بِكُلِّ عَجَائِبِي الَّتِي أَصْنَعُ فِيهَا. وَبَعْدَ ذلِكَ يُطْلِقُكُمْ. خروج 3 : 20
ساروا وراء عمود السحاب في النهار وعمود النار في الليل عند خروجهم من مصر الى ارض تفيض لبنا و عسلا. شعب كثير العدد, قاربوا المليونين . أَخْرَجَهُمْ بِفِضَّةٍ وَذَهَبٍ, اخترقوا البحر, آمَنُوا بِكَلاَمِهِ. غَنَّوْا بِتَسْبِيحِهِ.وقصتهم تتجه الى النهاية السعيدة! و لكن مهلا.. هذه ليست هوليوود! و هؤلاء ليسوا ممثلين ! وهذا الشعب كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ.
و بدل ان يثق بخالقه و ملكه , ادار ظهره لألهه , وَأَعْطَوْا الْقَفَا لاَ الْوَجْه! آاه ايها المردة, آاه ايها الشعب الصلب الرقبة. ألْرَّبَّ تُكَافِئُونَ بِهذَا يَا شَعْبًا غَبِيًّا غَيْرَ حَكِيمٍ؟ أَلَيْسَ هُوَ أَبَاكَ وَ مُقْتَنِيَكَ،هُوَ عَمِلَكَ وَأَنْشَأَكَ؟
و لكن لمن توجه كلامك وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا.؟ لقد أسمعت لو ناديت حيا , ولكن لا حياة لمن تنادي ! لأَنَّ شَعْبِي أَحْمَقُ. إِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا. هُمْ بَنُونَ جَاهِلُونَ وَهُمْ غَيْرُ فَاهِمِينَ.
و ما أشبه البارحة باليوم, عندما جاء الله مرة اخرى و مشى بينهم . جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ . فهل رجعوا بقلوبهم؟ هل تابوا؟ كلا ! لَيْسَ أَحَدٌ يَتُوبُ عَنْ شَرِّهِ قَائِلاً : مَاذَا عَمِلْتُ؟ بل صرخوا فيه قائلين :ابْعُدْ عَنَّا، وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَنُسَرُّ!
أما انت عزيزي القارئ , فلا تتبع خطواتهم , و لاتمش في طرقهم بل ارفع عينيك إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ , و اسلك في طريقه ,لأنه تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. اقطع وعداً بالايمان و قل له :
تَمَسَّكَتْ خُطُوَاتِي بِآثارِكَ فَمَا زَلَّتْ قَدَمَايَ.
بقلم, فادي يعقوب
.