تدريب قادَة لحمل الرسالة
(وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاساً أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضاً) 2تيموثاوس2: 2.
كان الرب يسوع المسيح يدرك العمل الذي جاء لأجله, ومن البداية أعدَّ للنهاية. إن ثلاث سنوات ونصف غير كافية لتغيير العالم بأيّة رسالة, لذلك اختار اثني عشر تلميذاً, وأعدهم إعداداً جيداً, ليكونوا هم من يحمل الرسالة بعد مغادرته هذا العالم. فباركهم وأطلقهم قائلاً (اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا) مرقس16: 15.
إن ثلاث سنوات من التدريب المتواصل والاختبارات المتتابعة, جعلت من هؤلاء الجليلين المغمورين بمعونة الرب رجالاً غيروا وجه العالم.
لذلك على كل الكنائس الصغيرة أو الكبيرة أن تدرك, إن استمرارية رسالتها تتعلق بمقدار ما تبذله من جهد في تدريب وإعداد أناس أمناء (يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضاً).
وإن هذا التدريب لا يعني أن يكون التلميذ نسخة من المعلم, فداود لا يستطيع أن يحارب بثياب شاول, لكن يوحنا المعمدان يستطيع أن يكرز بروح إيليا.
لقد تدرب يشوع على يد موسى, ومات موسى, لكن الرسالة استمرت من خلال يشوع. لم يخشَ موسى من منافسة يشوع, ولم يخشَ يشوع شهرة موسى, لأن كليهما في النهاية عبدٌ لسيد واحد, هو الرب.
وهذا ما حصل فيما بعد مع بولس الرسول الذي تلمذَ تيموثاوس وأمره قائلاً (وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاساً أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضاً).
رسالة المسيح ليست لجيل واحد, ولو كانت كذلك ما وصلت إلينا, فهيئ منذ الآن من يتابع حمل الرسالة, بحضورك أو بوفاتك.
بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب
.