مَلِلْتُ مِنَ النَّدَامَةِ..
لو كنت أنت قاضياً عادلاً، ماذا كنت ستفعل مع من ذُنُوبَهُمْ كَثُرَتْ؟كيف ستتعامل مع من تَعَاظَمَتْ مَعَاصِيهِمْ؟ كم مرة ستغفر لهم؟ هل إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ؟
في عرف القانون البشري أن المتهم برئ حتى تتم ادانته، وإذا تمت يُحكم عليه وهذا ما لا يختلف عليه اثنان. ولكن في عرف الله فالمدان والمحكوم وحتى الخائن، وان كانوا جماعة عظيمة وليس واحدا فقط، يعطى فرصة أولى وثانية وعاشرة وألف حتى يعودوا الى الله الذي وقبل حكمه عليهم ذَكَرَ أَنَّهُمْ بَشَرٌ، " فاختلق " لهم الاعذار ممهلا إياهم ليعودوا قائلا:«إِنَّهُمْ شَعْبِي، بَنُونَ لاَ يَخُونُونَ».
هل حقا نحن كذلك، لا نخون؟ كم من مرة يا رب صفحتَ وندمتَ حتى مللت من الندامة عن الشر الذي اردت ان تفعله بأولادك، وأما هم لَمْ يَزُوغُوا عَنْ شَهْوَتِهِمْ! وها هو مكتوب: حَقًّا إِنَّهُ كَمَا تَخُونُ الْمَرْأَةُ قَرِينَهَا، هكَذَا خُنْتُمُونِي...
الا يا أخوتي هل من حدود لرحمته و مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا؟ أليس أنه أب حنون لذلك كَثِيرًا مَا رَدَّ غَضَبَهُ وحتى لو أذلَّ فهو لاَ يُذِلُّ مِنْ قَلْبِهِ؟وليس ذلك فقط، بل وهو لا ينسى ايضا أن يعتني بشعبه ويطعمه فهل ردوا له العرفان بالجميل؟ كلا! بل زادوا خيانة على خيانة اذ بعد أن شبعوا زَنَوْا، وَفِي بَيْتِ زَانِيَةٍ تَزَاحَمُوا.
يا رب كم من مرة كسرنا قلبك بالحزن لخيانتنا اياك ونكرانك وأنت لم تتركنا بل ترأفت علينا؛ كم من مرة بعناك بغير ثمن وقبضنا مرارة وحسرة وكسرة وأنت حولتهم الى حلاوة وفرح ونصرة!
حقا نرنم يا رب: طُوبَى لِلشَّعْبِ الَّذِي لَهُ كَهذَا. طُوبَى لِلشَّعْبِ الَّذِي الرَّبُّ إِلهُهُ.
فادي سمعان يعقوب
.