يوجد برنامج مواهب على احدى القنوات ويدعى" دقيقة مجد"، حيث يقدم المتسابقون أفضل ما لديهم خلال دقيقة واحدة. فهم يتدربون بجهد وبدون كلل لعل وعسى يستطيعون ان يحظوا برضى لجنة الحكام والجمهور ليتقدموا الى المرحلة الثانية ومن يدري، لربما حالفهم" الحظ" فيفوزوا بالجائزة النهائية و يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى!
اه لو كانوا يفعلون ذات الشيء من اجل إكليل اخر لاَ يَفْنَى. لأن كل موهبة و كل عطية لا تستخدم من اجل مجد الله، مهما كانت عظمتها وجمالها، لن يفرح بها ملائكة السماء ولا بَاسِطُ السَّمَاوَاتِ لأنها تبدأ على الأرض وأثرها ينتهي على الأرض أيضا.
ما هي الجائزة التي تسعى أنت ورائها و قد وضعتها نصب عينيك و تركت كل شيء لتتبعها؟ منصب؟ أموال؟ شهرة؟ لربما ورقة يانصيب تأمل ان تغير حياتك بها؟
هل تعلم عزيزي القارئ انه لَمْ يَكُنْ لِلاَوِي قِسْمٌ وَلاَ نَصِيبٌ مَعَ إِخْوَتِهِ؟ لأنه كان مفرزا من قبل الرب ليعمل عملا واحدا فقط: أن يخدمه! لِيَحْمِلُوا تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ وهذا يعني أن سعيك يجب أن يكون للكرازة بالإنجيل للخليقة كلها، وَلِكَيْ يَقِفُوا أَمَامَ الرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِهِ وهذه هي حياتك، حياة الصلاة والسجود. وأرجو أن لا تسال أين نصيبه اذاً؟ لأن الرَّبُّ هُوَ نَصِيبُهُ كَمَا كَلَّمَهُ الرَّبُّ إِلهُكَ.
قد فهم ذلك كتبة المزامير و فهمه أرميا حق الفهم. فمع كل الآمه وأحزانه صرخ قائلا: نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ.
لا تنظر عزيزي القارئ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى، لأنك تعلم يقينا أن الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.
لا تعمل من أجل تصفيق العالم لك ولا من أجل مدحهم و استحسانهم لك، لأنه تُوجَدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ تَزِيدُ الْبَاطِلَ، بل اعمل من أجل إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى الذي لن يقدمه لك هذه المرة رئيس لجنة الحكام، بل الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ بنفسه سيهبه لك!
فادي سمعان يعقوب