سؤال؟
ألا يعني سقوط آدم أنّ الله لم يخلقه بحالة من البلوغ والكمال, وبالتالي فهو يتحمل نتيجة سقوطه لأنه كان بإمكانه أن يخلقه بصورة أفضل ؟
.الجواب: كان هدف الله من خلق آدم أن يسود ويتسلط على الأرض بكل ما فيها, ومن أجل تحقيق هذا الهدف, وعلى قَدر هذا الهدف, خُلق آدم بأحسن صورة. أي خُلق بما يكفي لتحقيق الهدف.
ثم امتَحن الله آدم ضمن شروط معيّنة, لم تكن فوق طاقته, لكن على قدر إمكانياته, ومع ذلك اختار آدم أن يسقط.
كان يمكن لله أن يعطي آدم إمكانيّات أكبر تحفظه من السقوط, لكن هذه الإمكانيّات ستكون أكبر من الهدف المرسوم, أو الهدف المطلوب من آدم تحقيقه, فإمكانيّات أكبر تعني هدفاً أكبر, والرب لا يريد لآدم أن يكون كائناً سماوياً أو كائناً آخر, إنه يريد لآدم أن يكون آدم. أي كائناً أرضياً, حدوده أن يسود على الأرض. لذلك على قدر هذا الهدف خلقه بالغاً وكاملاً.
من أجل ذلك لا يلام الرب بسبب سقوط آدم, لكن يلام آدم الذي استثمر إمكانيّاته المعطاة له من الله بشكل مغلوط, فسقط في الخطيّة, وكان سقوطه عظيماً.
ملاحظة: هذا لا يعني أن الله قد فشل في تحقيق قصده من آدم, أو أن سلطانه المطلق منقوص. حاشا. فالله لا بد أن يتمم مقاصده, وبغض النظر عن تجاوب آدم. وقد تممها فعلاً بالمسيح يسوع.
وهذا لا يعني أيضاً أن الله قد فوجئ بسقوط آدم فرتب طريقة جديدة لتدارك فشله. حاشا. فالله لا يفاجأ ولا يفشل, وصليب المسيح معروفاً لديه قبل تأسيس العالم (1بطرس2: 20). وما تداخل الله في حياة آدم ونسله إلا جزءاً من مخططاته ومقاصده الأزليّة. أمّا السؤال لماذا كل هذا, فالجواب (منْ أنتَ أيُّها الإنسان الَّذي تُجاوبُ اللهَ) (رومية9: 20).
خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب