• سؤال

هل تقدر النظريات العلمية أن تحدد لنا بشكل نهائي عمر الكون أو الإنسان؟

الجواب: يقدم لنا العلم عدداً كبيراً من النظريات لتحديد عمر الكون أو عمر الأرض التي نعيش عليها, بعض هذه النظريات يعتمد على الزيادة السنوية لكمية الصوديوم في المحيطات, وبعضها الآخر يعتمد على تحليل العناصر المشعة كاليورانيوم الخ

    كل واحدة من هذه النظريات تقدم لنا عمراً للأرض أو للكون يختلف عن النظرية الأخرى. أحياناً يكون الفارق عدة ألاف من السنين, وأحياناً يكون الفارق عدة مليارات من السنين. هذا الاختلاف الكبير بين الأرقام يطرح إشارة استفهام كبيرة حول مصداقيتها.

    وبحقيقة الأمر فإن كل هذه النظريات تعاني من مشكلة مهمة جداً, وهي افتراضها أن الكون يسير وفق خطة رتيبة, ونظام ثابت لا يتغير. وهذا مع الأسف غير صحيح. لأنّ الشروط التي لا تتبدل ولا تتغير تجري في المخابر فقط. وليس في الكون أو الطبيعة.

إن دراستنا للكون تؤكد لنا المتغيرات الكثيرة فيه, وهذه المتغيرات تشمل مثلاً:

    موت بعض النجوم (مثل شمسنا. مع مرور الوقت تخمد وتنطفئ, ثم تموت. وهذا يعني أن كل الكواكب التي تدور حولها تتعرض لمتغيرات لا تحصى ولا تعد). وظهور بعضها الآخر للحياة. تفجر بعض الكواكب لأسباب مختلفة. اصطدام النيازك بالكواكب ومنها الأرض. انفجارات غير طبيعية تحدث أحياناً في الشموس فتؤدي لمتغيرات لا يمكن التكهن بها على الكواكب المحيطة بهذه الشموس. إضافة للزلازل والبراكين والأعاصير المفاجئة التي تحدث على سطح الأرض الخ00

    وهذه المتغيرات لا تشمل المادة الجامدة فقط, بل تشمل الحيّة منها أيضاً. فعلى صعيد الوراثة مثلاً, هناك طفرات تحدث في كل جيل من الكائنات الحية تؤدي لظهور نوع جديد من الحياة. إضافة لما يجريه الإنسان في المخابر من تغييرات على البنية الوراثية لبعض أنواع الكائنات الحية.

    وبالنتيجة, من الصعب القبول بالأرقام التي يحددها لنا العلم كأرقام نهائية لعمر الكون, أو الأرض, أو حتى الإنسان!

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب