سؤال: هل تشابه قصة الخلق الواردة في سفر التكوين مع بعض الأساطير التي سبقت هذا السفر يعني أن هذه القصة أخذت عن الأساطير ؟
.
الجواب: كلا. إن الأساطير(أسطورة فردوس دلمون + الأسطورة السومرية + أسطورة اورمينوس الخ00) التي وردت إلينا من الحضارات المختلفة, تروي صراعات دارت بين الآلهة, وفي غمرة هذه الصراعات تم الخلق. فهي إذاً لا تتكلم عن إله واحد خالق, بل عن عدة آلهة. ولا تتكلم عن قصص خلق متشابهة, بل عن قصص خلق متنافرة محتواها تحقيق رغبة أحد الآلهة المنتصرين أو المنتقمين. وهذا عكس قصة الخلق الواردة في الكتاب المقدس والتي تتحدث عن إله واحد صالح خلق كل شيء لمجده.
ما يمكن أن نقوله عن هذه الأساطير التي تناقلتها الأجيال قبل كتابة الكتاب المقدس, إنها تشهد عن أمرين الأول خلق العالم من قبل الله(بغضّ النظر عن مفهوم الله), والثاني أن العالم المادي ليس أزلياً.
وإن تشابهت الأساطير في هذا الأمر مع الكتاب المقدس فهذا لا يعني أن الكتاب المقدس قد أخذ عنها, ولكن يعني أن قصة الخلق حقيقة, وقد وصلت إلينا عبر الأجيال بشكل مشوه بسب عناصر التشويق التي أضيفت إليها. أمّا الكتاب المقدس فهو من صحح هذه القصة وقدمها إلينا بدون عناصر تشويق أو تزوير أو إضافات.
إن الأسطورة بالمختصر تشهد للكتاب, فتؤكد مصداقيته.
( ما أعظمَ أعمالكَ يا ربُّ. كُلَّها بحكمةٍ صنعتَ. ملآنةٌ الأرض من غِناكَ)مزمور104: 24
بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب