سؤال:
مكتوب عن المسيح (وكان الصَّبي ينمو ويتقوَّى بالرُّوح ممتلئاً حكمةً ..) لوقا2: 40
وأيضاً (وأما يسوع فكان يتقدَّم في الحكمةِ والقامةِ والنعمةِ عند الله والناس) لوقا2: 52
مما يعني أن طبيعته البشريّة مع كونها مقدّسة, لكنها غير كاملة أي كانت تنمو بمرور الوقت. فلماذا إذاً لم يخطئ المسيح كل أيام حياته على الأرض ؟
.الجواب:
يَصعب تقديم إجابة حاسمة عن هذا السؤال وذلك لثلاثة أسباب:
- المسيح فريد في شخصيّته.
- الكتاب المقدس لم يتكلم عن هذا الموضوع.
- الجواب يتعلق بالجانب الروحي وليس بالجانب المادي. وخبرتنا كبشر في هذا المجال قليلة.
لكن مع ذلك يمكن تقديم محاولة جواب, تكون قابلة للنقاش !
- أعتقد أن إرادة المسيح البشريّة عَبَرت مرحلتين من الخضوع للإرادة الإلهيّة:
الأولى كانت مرحلة الخضوع القسري لإرادته الإلهيّة, وذلك منذ لحظة ولادته إلى اللحظة التي ابتدأ فيها خدمته الفعليّة, أي حوالي ثلاثين عاماً تقريباً. لذلك لم يُخطئ المسيح كل هذه الفترة لأن إرادته الإلهية كانت تريد ذلك.
الثانية كانت مرحلة الخضوع الحر لإرادته الإلهيّة. وفي هذه المرحلة كانت إرادته البشريّة حُرّة في أن تخطئ أو ألاّ تخطئ. لكنها اختارت طوعاً ألاّ تخطئ, أي اختارت أن تكون خاضعة لإرادته الإلهيّة تماماً.
وهكذا واجه المسيح بإرادته البشريّة الحُرّة كُل التجارب القادمة من إبليس, أو من العالم. ومع أن الظروف في كل تجاربه كانت غير ملائمة, لكنه نجح. وبنجاحه هذا صار بالنسبة لكل المؤمنين آدم الثاني والأخير, أي رأساً للكنيسة التي هي الخليقة الجديدة.
بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب