كذابةٌ أنْتِ فلا تكذِبيْ إنْ كُنْتِ حُلوةً لأنّي غَبيْ
خَدّاعةٌ أنْتِ فلا تخدَعينيْ لا تُراوِغي وَلا تقرُبيْ
إنْ كُنْتِ شَوْقاً في فؤادِي فمِثلَ غيْمَةٍ في الصَّيْفِ لمْ تسْكِبِ
وليْسَ يَعْنيني البَريْقُ الذي وَراهُ مَوْتٌ سَاخِرٌ يَخْتبي !
.
ليْسَ تُخيفُني الرّياحُ التي تعْصِفُ بي في خَطْويَ المُتْعَبِ
لسْتُ كأمْسٍ عِندَما تبْسِمِيْنَ لِيْ ، أرَى الدّنيا على مَلْعَبي
بالأمْسِ طِفلاً كنْتُ بَل لُعْبَةً وكَمْ لعِبْتِ بي وَلمْ أرْتبِ
وفي بحَارِ الإثمِ تاهَتْ مَشاعِري وَكنتِ سَيّدَ المَرْكِبِ
والحُلمُ ضَاعَ في المَدَى وانتهَى وصَارَ نوْرُ الفَجْرِ في المَغْرِبِ
حُبّي لِمَعبُودي كشيءٍ مَضَى وَسِيْقَ مَجْدُ حُبِّهِ في السّبيْ
كَذابَةٌ كفاكِ كِذباً أتحْسَبيْنَ أنّي شَاردٌ أجْنَبيْ ..
أتيْهُ في الأرْضِ بِلا سَائلٍ عَنّي ، وَرَبٍّ رَاحِمٍ أو أبِ ؟
مَغلوْبةٌ ! وكيْفَ تنسَيْنَ رَبَّ المَجْدِ مَصْلوباً ، وقلباً أبيّ ؟
مَسْجُوْنةٌ أنتِ بسِجْنِ الدِّما وَرَاءَ قُضْبانٍ بِلا مَهْرَبِ
مَدوْسَةٌ وَعِندَ أقدامِهِ مُحَاربَ المَوْتِ ولمْ يُغلبِ
مَن وَشّحَ القبْرَ بأبْهَى قِيامٍ وَرَماهُ خَائرَ المِخْلبِ
هذا إلهي قائِدي، سَيّدي نوْرٌ لِمَن يَتيْهُ في غيْهَبِ
أنارَ دَرْباً ، ورَجَاءً سَمَا فوْقَ كذوبٍ خادِعٍ ثعْلَبِ
مِن يَوْمِ شنَّ حَرْبَهُ خاسِرٌ وأنتِ يا خَسْرانةً فاشرَبي
كأسَ المَنونِ في الجَحيْمِ الذي صَارَ حِمَاكِ فارقصي واطرَبي
طرَحْتِ جَرْحىً أقوياءَ انتَهوا والآنَ جَاءَ دَوْرُ يَوْمِكِ القلَّبِ
ألا خُذي رسَالةً سَطّريْ فيْها دمُوعاً، وَرياً، واكتُبي
كذابةٌ كفّي ولا ترْجِعي .. إنْ كانَ فيكِ حِكْمةٌ فاهْرُبي
.........................................................
سامي معروف