يَا سَائِلي مَنْ ذا الإلهْ ؟ كأسَ المَنونِ لقدْ حَسَاهْ
ألجُلجُلثّةَ صَاعِداً ... يَمْشي ويَعْيَى في خُطاهْ
إنّي نظرتُهُ كي أرَىْ سَالتْ دِمَاءً دمْعَتاهْ
وعَلى التُرابِ سَكائِبٌ رسَمَتْ طريقاً من دِمَاهْ
يَمْشي وقد أحْنَى جَبيْنَهُ فانحَنتْ كُلُّ الجبَاهْ
.يمْشي فلا خُبْزاً يُمَدُّ لهُ ولا مَاءً رَوَاهْ ...
يمْشي فلا حَانٍ يَحِنُّ لهُ ولا حَامٍ حَمَاهْ
فكأنّ لِصّاً خارجٌ أوْ مُنبئاً ضَلّتْ رُؤاهْ
فعَلى يَميْنِهِ مُجْرمٌ وعَلى اليَسَارِ .. تقاسَمَاهْ !
رَفعُوا على عَارِ الصّليبِ قداسَةً فغدَتْ لِواهْ !
تبْكي الوجُوهُ على صِبَاهُ وليْسَ تبْكي مُقلتاهْ
ولَكَمْ تمنّى القبْرُ يَوْماً أنْ يزوْرَهُ فاشتهاهْ
وتجَسّمَ الحُلْمُ البَعيْدُ لهْ فحَقّقَ مُبتغاهْ
إبليْسُ يَرْقصُ قلبُهُ فرَحاً لِمَوْتٍ قدْ شَفاهْ
ويَظنُّ أنّ صِراعَهُ الأزَليَّ قارَبَ مُنتهاهْ
يَا مَوْتُ لا ! يا قبْرُ لا ! إبليْسُ مَهْلاً وانتِباهْ !
أحْلامُكمْ ظلّت على سُحُبِ الخيَالِ على ذراهْ
يَا قبْرُ وَدّعْ زائراً سُكْناهُ دَوْماً في عُلاهْ
يَا قبْرُ ذاكَ مُسَافرٌ لوْ كانَ فيْكَ نهَىْ سُراهْ
يَا قبْرُ أنظرْ في ظلامِكَ هَلِ ترَاهُ كمَا أرَاهْ ؟
يومَ القيَامَةِ مُشْرقاً ضَجّ الوجُودُ على صَداهْ ؟
بوقُ المَلائكِ صَادِحٌ وترَنّمٌ مِلْءُ الشّفاهْ
إنّي القيَامةُ والحَيَاةُ ولِيْ مَفاتيْحُ الحَيَاهْ ،
حَيٌّ أنا " قالَ المَسيحُ وليْسَ مَيتاً في ثرَاهْ
لكنّهُ باكوْرةٌ للرّاقدِينَ عَلى رَجَاهْ
يَا فارغاً يا قبْرُ ، جئتُكَ ليْسَ فيْكَ سِوَى رداهْ
بالأمْسِ جَاءَكَ مَيّتاً واليَوْمَ قامَ إلى سَمَاهْ !
لا تسْألنّي عَن إلهٍ قدْ يُحَبُّ كذا الإلهْ !
إنّي حَبَبْتُهُ لا أرَى في الكوْنِ مَحْبُوباً سِوَاهْ
.......................................................
سامي معروف