لا تَقرُبي
لا تقرُبي مِنّي مُحَالْ شرٌّ وبرٌّ فيَّ حَالّ !؟
مَهْما حَلوْتِ فخَطوتي للإثمِ لا ! ليْسَت غزالْ.
لا تقرُبي مَهْما قسَوْتِ فبَسْمتي هيَ ما تزال.
لا تقرُبي فرَحُ المَسيْح مُسَمَّرٌ يأبَى ارتِحَالْ.
رُغمَ الكآبةِ والصِّعَابِ وأدمُعِ الخدِّ الثِقالْ.
كفّاهُ تمْسَحُ مُقلتي وتُزيْحُ عَن شفتِيْ السُّؤالْ.
.
اليَوْمَ يَوْمُهُ .. قد مَضَى زمَنُ الشقاوةِ والضَّلالْ.
ومَضَتْ ليَاليْكِ الخَبيْثةُ في دَهَاليزِ الخيَالْ.
أحْرَقتُ فِكرَكِ فوقَ ما كانَ الفؤادُ بهِ اشتِعَالْ.
ورَذلْتُ ما تحْوي حَيَاتي مِن رَديْئاتِ الخِصَالْ.
ألآنَ أصْنَعُ كلَّ برٍّ والصّليْبُ لِيَ المِثالْ.
اليَوْمُ يَوْمُهُ.. مَوتُهُ مَوْتٌ ولا مَوْتُ الرّجالْ.
فدَمُ اليَدَينِ مُقطّرٌ ودَمٌ مِنَ الفَخذِ انهِمَالْ.
إن كُنتَ في نتنٍ فليْسَ سوَى الدّمَاءِ لكَ اغتِسَالْ.
هذا الدّوَاءُ لِكلّ داءٍ حَلّ في نفسٍ عُضَالْ.
إبليْسُ خمّشَ خدَّهُ ، ورَأى النّهايةَ والزّوالْ.
لكنّه مِن لؤمِهِ نصَبَ المَكائدَ والحِبَالْ.
ونسَىْ بأنّهُ في الضّلوعِ لنا حَبيْبٌ لا يُنالْ.
سُلطانُه فوقَ السّمَاءِ وفي البحَارِ وفي الجبَالْ.
سُلطانُهُ الأزَليُّ لمْ يُدْرَكْ ولمْ يَخْطُرْ لِبَالْ.
وجَمَالُهُ عَذبٌ رَقيْقٌ لا يُدانيْهِ جَمَالْ.
لا تقرُبي مِنّي فمَحْبُوبي يُناديْني : " تعَالْ ".
..................................
بقلم الأخ سامي معروف