لا أدري ما هو الشعور الذي انتاب غلام رجل الله أليشع، عندما فتح الرب عينيه فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ! وهو الذي قبل قليل، ومن هول منظر الجيش الثقيل للعدو ومركباته، صرخ «آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟»
لقد شاهد لمحة عما يجري في العالم الغير مرئي من حولنا كدليل حسي عن أولئك المرسلين اللامرئيين للخدمة لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ،أي أنا وأنت وكل من أعد له الرب يسوع منزلا عند الآب.
قد تَآمَرَ بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ على شعب الرب واسْتَأْجَرُ بلعام الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ ليلعن هذا الشعب ووعده بأن يكرمه إِكْرَامًا عَظِيمًا!
لكن مهلاً بالاق أنت وكل شعبك: أَلاَ تَعْلَمُونَ؟ أَلاَ تَسْمَعُونَ؟ أَلَمْ تُخْبَرُوا مِنَ الْبَدَاءَةِ؟ أن كل من يحاول أن يمس أحد أولاده الذين اقْتَنَاهَم بِدَمِهِ, كمن يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ؟
يا لعظمة الهنا الذي هُوَ حَكِيمُ الْقَلْبِ وَشَدِيدُ الْقُوَّةِ الذي لم يمنع اللعنة فقط، بل حَوَّلَ اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ!
كم من عدو قُهر وهو مازال يضع خططه الشريرة ضدنا؟ كم من معركة حسمت لصالحنا حتى قبل أن تبدأ ودون أن نعرف عنها أَشْيَاءُ لَيْسَ لَنَا الآنَ أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْهَا بِالتَّفْصِيلِ.
لكن أعرف شيئاً، لا بل شيئين يقيناً: أنه مَعَنَا الرَّبُّ إِلهُنَا لِيُسَاعِدَنَا وَيُحَارِبَ حُرُوبَنَا لأنه قد قال ووعد: «أَنَا مَعَكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ».
والشيء الآخر الذي أعرفه ولا اريد ان أنساه عن إلهي هو ما طلبه من شعبه أن يعرفه عندما أخرج لهم من الجافي حلاوة بتحويل اللعنة الى بركة :يَا شَعْبِي اذْكُرْ بِمَاذَا تَآمَرَ بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ، وَبِمَاذَا أَجَابَهُ بَلْعَامُ بْنُ بَعُورَ، مِنْ شِطِّيمَ إِلَى الْجِلْجَالِ، لِكَيْ تَعْرِفَ إِجَادَةَ الرَّبِّ.
هل تغني معي عزيزي القارئ وتسبح له قائلاً: مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ!
هل تفتح فمك وتصرخ بحبورٍ له شاكرا ممتناً على كل خلاص يعمله كل يوم في حياتك دون أن تدري: فَمِي يُحَدِّثُ بِعَدْلِكَ، الْيَوْمَ كُلَّهُ بِخَلاَصِكَ، لأَنِّي لاَ أَعْرِفُ لَهَا أَعْدَادًا.
فادي سمعان يعقوب
.