(فكان كما نادى هو فلم يسمعوا كذلك ينادون هم فلا أسمع قال رب الجنود) زكريا7: 13.
شرح زكريا للشعب كيف جلب اجدادهم على انفسهم غضب الله بسبب قساوة قلوبهم. وإذ حانت ساعة تأديبهم صرخوا الى الله فقال لهم الله, حين ناديت لكم بالتوبة لم تسمعوا, والان انتم تنادون لي طالبين الرحمة لكني لن اسمع.
وقال الرب ذات الكلام على فم اشعياء, (فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَماً.) اشعياء1: 15.
وقال الرب على فم ارميا, (هَئَنَذَا جَالِبٌ عَلَيْهِمْ شَرّاً لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهُ وَيَصْرُخُونَ إِلَيَّ فَلاَ أَسْمَعُ لَهُمْ.) ارميا11: 11.
وقال ميخا معبراً عن ذات الحقيقة, (حِينَئِذٍ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ فَلاَ يُجِيبُهُمْ بَلْ يَسْتُرُ وَجْهَهُ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ كَمَا أَسَاءُوا أَعْمَالَهُمْ.) ميخا3: 4.
وقال الرب لحزقيال عن ذات الامر, ان أخطأت اليه ارض وخانت عهده فعاقبها بالجوع والسيف (وكان فيها هؤلاء الرجال الثلاثة: نوح ودانيآل وأيوب, فإنهم إنما يخلصون أنفسهم ببرهم يقول السيد الرب.) حزقيال14: 14.
وقال الرب لأورشليم المدينة العاصية (يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها! كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا! ها إن بيتكم يترك لكم خرابا! لأني أقول لكم: إنكم لا ترونني من الآن(علامة الهجران)..) متى23: 37-39.
فان كان الله يجري عدالته على شعبه حين يخطئ فماذا يفعل مع الأشرار. ولماذا يستغرب الناس شدة المصاب الذي هم فيه. بل ولماذا يصلي المؤمنين وهم يستغربون ان صلاتهم لم تُسمع!!
صلى إبراهيم من اجل سدوم ليعفو عنها الرب ظانا ان فيها خمسون باراً (عائلة لوط وأطفال المدينة). يقول عنه الكتاب (فَتَقَدَّمَ ابْرَاهِيمُ وَقَالَ: افَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الاثِيمِ؟), ولكنه فوجئ بها مدينة لايقطنها عشرة ابرار. وإذ انتهى من صلاته يقول عنه الكتاب, (ورجع ابراهيم الى مكانه).
ارجعوا الى مكانكم وكفى, فان (للرب محاكمة مع سكان الأرض لأنه لا أمانة ولا إحسان ولا معرفة الله في الأرض) هوشع4: 1.
ق. نبيل سمعان يعقوب.
.