خبز الحياة
تسجيل

"أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ". (أشعياء 58  :7)

بالقرب من إحدى الكنائس وأثناء الحكم النازي لألمانيا, كان يمر قطار يحمل المساجين إلى معسكرات التعذيب و الموت. و كان الناس, أثناء الاجتماع يوم الأحد, في الكنيسة يستطيعون سماع البكاء و النوح من رجال و نساء و أطفال خائفون من مصيرهم المحتوم. و حتى لا ينزعج المصلون بصوت البكاء كانوا يبدؤون بالتسبيح عند سماع القطار من بعيد و مع اقترابه من الكنيسة كان صوت التسبيح يعلو و يعلو إلى أعلى ذروته حتى انك بالكاد تستطيع أن تسمع صوت عجلات القطار. و بهذه الطريقة كانت الجموع تصمّ أذانها عن سماع عذاب الآخرين.

كم من مرة عزيزي القارئ كان يعلو صوتك بالتسبيح و الشكر لله على خيراته لك ليس لشيء و إنما فقط حتى يغطي صوتك صوت أخيك الجائع؟

كم مرة, و بابتسامة عريضة, قلت لأخ أو أخت محتاجين طلبامساعدتك "امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا"؟مبررا لنفسك أن ما معك لا يكفي إن اقتسمته؟

هل كنت دوما تلميذا للمسيح "لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ" عندما قال, له المجد, موصيا إيانا: "مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ."؟قد أريح نفسي و أقول: أعطيت مرة, و لكني أيضا انسي أن أقول إنني عشر مرات رفضت أن أعطي!

هل تبدو كلمات مثل هذه صعبة:"أَعْطِ نَصِيبًا لِسَبْعَةٍ، وَلِثَمَانِيَةٍ أَيْضًا، لأَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَيَّ شَرّ يَكُونُ عَلَى الأَرْضِ"

هل جعت مرة من أجل أن يشبع آخرون؟ هل عطشت مرات من أجل أن يرتوي آخرون؟ ام أن صوت ترنيماتك كان يرتفع عاليا حتى لا تعطش و لا تجوع من أجل آخرين يا أخي العزيز. لعلك سمعت في هذه الحالة صوت الرب يبكتك قائلا:" أَبْعِدْ عَنِّي ضَجَّةَ أَغَانِيكَ، وَنَغْمَةَ رَبَابِكَ لاَ أَسْمَعُ."

أه يا أخي و أختي كم من مرات أغمضنا أعيننا و تغاضينا عن محتاج و نحن عارفون احتياجه, عالمين أن الخجل قد منعه من أن يطلب.

صلاتي اليوم لي و لك أن نتعلم دوما, و ليس أحيانا, أن نسمع المحتاج حتى قبل أن يفتح فمه و أن نملا احتياجات الآخرين حتى " يَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ".

بقلم فادي يعقوب

.