خبز الحياة
تسجيل

  "لأَنَّهُ لاَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ. الصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ لاَ يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ. قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلاً عَلَى الرَّبِّ". (مزمور112:7)

تستطيع أن تقول أن بيني و بين كلمة "لا يتزعزع" قد نشأت علاقة صداقة و محبة متينة, إذ انه في كل مرة أقرأ هذه الكلمة ينبض قلبي بشكل مختلف.

ففي العالم نسمع "بحروب و أخبار حروب" و ترى "السماوات ملتهبة" و لكن لا يخطر على البال في هذه الأوقات إلا كلمات موسى عن بنيامين (حبيب الرب يسكن لديه آمناً. يستره طول النهار وبين منكبيه يسكن).

هل هذا يعني أننا محصنون ضد الكوارث و المصائب و الأمراض؟ قطعا لا! هل المسيحي إذا مغيب و دون إحساس و هو"الرجل البليد لا يعرف"؟ أيضا لا.  إذاً ما الذي يطمئنا؟

هناك مزمور (من ضمن مزامير) لبني قورح و هو المزمور 46 :(الله لنا ملجأ وقوةٌ. عوناً في الضّيقات وجد شديداً. لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرضُ, ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار.)

يا للعجب أليس بني قورح هم من "تزحزحت"الأرض تحت أقدام جدهم قورح وفتحت فاها وبلعته ؟ أليس حريا بهم أن يرتعبوا من سماع كلمة تزحزح و تزعزع؟ و لكن ما أعظم الله الذي (يُحوّل ظلّ الموت صُبحاً) في قلوب خائفيه.

سيأتي اليوم حين (يتزعزعُ فيه حَفظةُ البيت, وتتلوّى رجالُ القوّة) ولكن.. ولكن لسنا من سكان "الأرض" لنخاف لأن [سيرتنا(وطننا) نحنُ هي في السّماوات]. هل تعلم عزيزي القارئ ما الذي يميز وطننا و ملكوتنا هذا الذي قبلناه من الهنا المحب؟ انه كما يقول بولس في العبرانيين: (ونحن قابلون ملكوتا لايتزعزع).

صلاتي لك من كل قلبي اليوم أن ترتبط انت أيضا كما ارتبطت انا لأنه مكتوب أيضا:

"فإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ، وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ، أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَيَزُولُ عَنْكِ، وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَيَتَزَعْزَعُ، قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ."

بقلم فادي يعقوب

.