خبز الحياة
تسجيل

(فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ، وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيرًا يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ) لوقا 12 :48

لقد تعود كل منا في نهاية العام ان يرسل رسائل امنيات للآخرين, متمنيا لهم الصحة والثروة والازدهار. وهو كما يتمنى للآخرين, يتمنى لنفسه ايضا.

وانت عزيزي القارئ: هل طلبت ذهبا ام فضة ام سنين كثيرة؟ هل طلبت العافية و الصحة ام طيب الحال؟ هل طلبت بيت وراحة بال, لتسكن بسلام في ايامك القادمة؟

هل خطر ببالك يوماً, لا ان تطلب في السنة القادمة, بل ان تُلقي (التِّبْرَ عَلَى التُّرَابِ وَذَهَبَ أُوفِيرَ بَيْنَ حَصَا الأَوْدِيَةِ). صعبٌ اليس كذلك؟ صعب ان نعطي بدل ان نأخذ.

هل تحب السلوك بالإيمان فسألت من القدير ان يكون هو (تِبْرَكَ وَفِضَّةَ أَتْعَابٍكَ). أم أنك تحب السلوك بالعيان و نفسك تقول: (إِنْ لَمْ أُبْصِرْ..لاَ أُومِنْ)

هل طلبت من الرب أن يُلقي هو عليك اثقالا مضاعفة متذكرا أنه مكتوب (اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ). ارى لسان حالك أيها القارئ يقول: يكفيني همي والذي فيَ.

هل خرجت الى شرفة منزلك و صرخت بأعلى صوتك متضرعا لله ان يبعث لك الضعفاء مترنما أنه (يَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا(. اسمعك تقول: لا,لا, هذا عليّ كثيرٌ جدا

قد أثقلت عليك اخي و اختي الحبيبة, لكن السنين تمضي (أَسْرَعُ مِنْ عَدَّاءٍ) و (الإِنْسَانُ مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ). وها هي سنة اخرى تمضي من حياتنا تشبه ما قبلها والتي ما قبلها ايضا.

فما الفرق اذا؟

أمنيتي لك للعام الذي قد اتى, أن تنظر (الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ). والى تلك الاراضي التي أمامك, فتصرخ بكل قوتك وتقول: (قَدْ بَقِيَتْ أَرْضٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا لِلامْتِلاَكِ). وعندها ستسمع صوتا هادئاً يهمس في اذنك (أَمَّا صَاحِبُ الْقُوَّةِ فَلَهُ الأَرْضُ).

بقلم فادي يعقوب

.