خبز الحياة
تسجيل

(وَالرَّب ُّيَهْدِي قُلُوبَكُم ْإِلَى مَحَبَّةِ اللهِ وَإِلَى صَبْر ِالْمَسِيحِ) 2تس3: 5.

طلب الرسول بولس من مؤمني تسالونيكي ان يصلوا لأجله, لكي تنتشر الرسالة, وتتمجد كما تمجدت عندهم (اذ قبلتم الكلمة في ضيق كثير), ولكي ينقذ أيضاً من الناس الأردياء الأشرار. ثم صلى لأجلهم باعتبار الضيق الذي حاصره يحاصرهم أيضا من كل مكان, طالبا لهم امرين:

1-الرب يهدي قلوبكم لمحبة المسيح. هم اختبروا محبة المسيح, نعم, ولكن لم يعرفوا عمقها بعد. وكما نقول للطفل الذي لايدرك بعد عمق محبة والده له: ياليتك تدرك كم يحبك والدك, فهذا سيغير نمط حياتك. هكذا يتمنى لنا الرسول بولس ان نفهم عمق محبة الله ابونا, وبالتالي نكف عن التذمر في الضيق القادم من الظروف, او من الاخوة الكذبة, او من الالام الجسدية, باعتبار ان الله صاحب السيادة هو ابونا الذي يحبنا, والقادر بنعمته ان يحول كل الأشياء للخير.

2-الرب يهدي قلوبكم لصبر المسيح, فيبدوا ان الضيق كان شديداً في تلك الأيام الشريرة, كما في أيامنا هذه, وصبر أيوب لم يعد ينفع, وصارت الحاجة ان يمدنا الروح القدس بصبر اعظم هو صبر المسيح, الذي احتمل لنفسه مقاومة من الخطاة هذا مقدارها.

ولأن الايمان ليس للجميع, سنواجه في كل يوم ضيق من الناس الأردياء الأشرار لتعطيل الرسالة, كما واجهه رجال الله الذين سبقونا. ولكن مع ذلك ثق عزيزي القارئ بيد ابوك السماوي المحب, صاحب السلطان واليد الرفيعة. وكُفّ عن التذمر لأن عينا ابوك السماوي ترقبان وتلاحظان.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب

.