خبز الحياة
تسجيل

قَدْ جَعَلْتُ جَبْهَتَكَ كَالْمَاسِ أَصْلَبَ مِنَ الصَّوَّانِ

ما هذا الهدوء الذي في عينيك؟ لماذا لا أسمع ضربات قلبك تتزايد من أثر الادرينالين في دمك؟ العل الخوف لم يجد طريقه الى قلبك؟ أم أنك لا تتزعزع مع علمك بكل ما يأتي عليك لاحقا حيث قلت للأشرار هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ؟

قد وضعت قدمك على طريق الألم عندما قررت أن تأتي الى هذه الدنيا، وثلاث من السنين ونيف حملت فكرة الموت في قلبك، لم تتأفف ولم تتذمر بل جعلت وجهك كَالصَّوَّانِ! من أين لك هذه القوة؟

أنت تعلم جيدا أنه عندما يأتي خبر الموت بالإعدام، َيَذُوبُ كُلُّ قَلْبٍ، وَتَرْتَخِي كُلُّ الأَيْدِي، وَتَيْأَسُ كُلُّ رُوحٍ، وَكُلُّ الرُّكَبِ تَصِيرُ كَالْمَاءِ. فما بالك بالجلد وبالصلّب يأتيان قبل الموت أيضا؟

لم تطلب الرحمة ولم تتوسل من أجل حياتك، بل طلبت فقط من اجل تلاميذك: فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ! وها أنت لم تكمل جملتك بعد، اذ تركك التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا! ما هذه التضحية؟ وأليس قبل قليل لم يقدروا ان يسهروا معك ولا ساعة واحدة؟ لماذا إذاً؟

مع علمك ان الآب يسمع لك فِي كُلِّ حِينٍ، لم تطلب من الآب شيئا من أجل نفسك! ألا يوجد ما تشتهيه نفسك هذه على الأرض؟

ها أنت على الصليب وها أعداؤك أمامك من صلبوك. ألا تريد أن تنتقم بأن تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضًا؟ وبدل النقمة ها أنت تطلب من الآب ان «اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»! أي قلب لك؟

وها انت بعد القيامة تطلب من تركوك وهم كلٌ عاد الى حاله. مَن مِن السوق الى السوق ومَن مِن الصيد الى الصيد ذاهبين وراء سمك ليصطادوا ويبيعوا. أما زال الامل لديك بان تخرّج أبطالا من مدرستك؟ ألم تفقد الامل فيهم؟

مهلاّ! عجبي! الخبر صحيح. ماذا اسمع عن هؤلاء الذين هم حفنة من قليلي الايمان والشكاكين والجبناء: فَتَنُوا الْمَسْكُونَةَ! العلهم كانوا ابطالا خارقين دون أن يعرفوا موهبتهم؟

لم يفقد الرب الأمل لا فيهم ولا فيك عزيزي القارئ. وها الصرخة تناديك أيضا: أَنْهِضُوا الأَبْطَالَ. من يعرف؟ لربما كنت أنت البطل التالي في ملكوت المسيح؟

فادي سمعان يعقوب