أفكار لعظة
تسجيل

مرقس14: 48-52.

مشاهد من ألام المسيح

مقدمة: يظن البعض أن ألام المسيح هي فقط ما تعرض له أثناء الصلب لكن الحقيقة ليست كذلك. فآلام المسيح هي نفسية وجسدية, وهذه الآلام نستطيع أن نراها على صفحات الكتاب المقدس منذ لحظة المعمودية حتى لحظة الصلب.

وبنعمة المسيح سنتأمل ببعض المشاهد من ألام المسيح النفسية لندرك كم هي محبته قوية, بل إنها أقوى من كل رفض قابلته, إنها قوية كالموت.

.

1-تآمر شيوخ اليهود: (متى26: 1-5)

بينما المسيح يتكلم عن صلبه بعد يومين وعما يعنيه هذا من فداء وخلاص للناس, نرى شيوخ الشعب يتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر.

يمسكوا يسوع بمكر = أن يسوع بار+ أنهم أشرار

هؤلاء ليسوا عامة الشعب بل أسياد الشعب وحفظة الكلمة المقدسة.

كيف يقرؤون الكتاب ويحفظونه غيباً ثم يحيكون المؤامرات مثل حثالة الشعب.

قيل عن المسيح (إلى خاصته جاء) وخاصته تتآمر لكي تقتله

لكن شكراً لله لأن محبة المسيح أقوى من رفضهم ورغم إدراكه تماماً لما يحاك ضده لكنه مع ذلك قرر أن يموت عنهم.

   2-كلام التلاميذ المزعج: (مت26: 6-13)

شرح القصة

مرقس يضيف (وكانوا يؤنبونها)

(لماذا هذا الإتلاف)= ما يُعمل لأجل المسيح بلا قيمة

بينما كان المفترض أن يفرحوا بهذا العمل, ما أجمل أن يكرم سيدهم. لكن الغريب أنهم اغتاظوا. أليس غريباً أن يغتاظ تلميذ المسيح من شخص يكرم المسيح

جواب المسيح: (لأن الفقراء معكم في كل حين وأما أنا فلست معكم في كل حين)

لاحظ أن المسيح يضع نفسه بين الفقراء وبالحقيقة لا يوجد أفقر منه, حتى حجة التلاميذ كانت باطلة.

كيف كانت مشاعر المسيح تجاه تلاميذه الذين اختارهم لحمل رسالته

لكن شكراً لله لأن محبة المسيح أقوى من رفضهم, فقد قرر أن يموت عنهم, ومات بالفعل.

   3-كبرياء التلاميذ : لوقا22: 24

المسيح يتكلم عن موته والتلاميذ يتكلمون بمشاجرة (من منهم يظن أنه الأكبر). هم لا يتكلمون واحدهم عن الآخر قائلين, فلان أفضل منا لأنه يتمتع بالصفات التالية. لكن كل واحد فيهم يقدم نفسه كالأعظم ويقدم الحجج التي تدعم عظمته.

ياللمأساة, هل هؤلاء فعلاً هم تلاميذ الذي قال (تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب)

في (يوحنا13: 1-11) يحاول المسيح أن يكسر كبريائهم بدرس التواضع, لكن المفاجأة أنه ولا واحد اعترض على غسل أقدامه, بل ربما تسابق الجميع على وضع أقدامهم أمام المسيح على افتراض أن من تُغسل قدمه أولاً يكون الأعظم بين الجميع.

حتى كلمات بطرس(لن تغسل رجلي) كلمات مشحونة بالكبرياء ومغلفة بالتواضع, لقد وبخ أصدقائه جميعاً بتصرفه هذا لكي يثبت أنه الأفضل بين الجميع, لكن المسيح أدرك ما فيه من كبرياء فقال (إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب)

لكن شكراً لله لأن محبة المسيح أقوى من رفضهم, قرر أن يموت عنهم ومات بالفعل.

   4-خيانة يهوذا: (متى26: 14-16, 20-25.)

لاحظ أن تقييم يهوذا للمسيح (ثلاثين من الفضة)= ثمن عبد. بعد ثلاث سنوات من العشرة مع المسيح وصل إلى نتيجة مفادها أن المسيح ليس أكثر من عبد.

ومع ذلك أعطى المسيح الفرصة للخائن لكي يتوب, (إن واحداً منكم يسلمني), لكن يهوذا تظاهر بأنه لا يفهم الكلام فقال (هل أنا هو يا رب), ثم أعطاه الرب فرصة ثانية (الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني) ويغمس يهوذا يده مع المسيح في الصحفة ويقول بغباء (هل أنا هو يا سيدي) وبيأس يقول المسيح (أنت قلت)

حتى في البستان لحظة إلقاء القبض عليه أعطاه فرصة أخيرة عندما قال له (أبقبلة تسلم ابن الإنسان)

حتى آخر لحظة كانت الفرصة أمامه مفتوحة للتوبة

يا لمحبة المسيح التي لا تُقهر, لقد مضى للصليب دون أي تردد.

خاتمة:

لسنا أفضل منهم, جميعنا تكلمنا وأسأنا وخنا, ولولا نهر محبة المسيح المتدفق لكنا بين الهالكين.

شكراً لله من أجل الصليب, الذي به صار لنا خلاصاً عظيماً هذا مقداره, وشكراً للرب يسوع المسيح الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي.

ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين