دراسات عامة
تسجيل

خصوصيات الكنائس

(فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً) 1كورنثوس9: 20- 22.

لكل كنيسة خصوصيتها التي استمدتها من ثقافة المجتمع الذي تعيش فيه, وهذه الخصوصية تتعلق بالآداب العامة داخل الكنيسة, أي بسلوكيات الأفراد داخل الكنيسة.

وبلا شك فإن هذه الخصوصية تختلف من بلد لآخر, لأن المفردات المسلكية تختلف بحسب التطور الثقافي للبلدان, فطريقة التكلم مثلاً ولو كانت بين مؤمنين

.

لكنها متطبعة بثقافة البلد الذي يعيشون فيه, فمن بلاد لا يتكلم فيها الأشخاص إلا بعد ترك مسافة جغرافية تتجاوز المتر إلى بلاد يتكلم فيها الأفراد دون أية مسافة تقريباً. لدرجة أن سلوك الأول في بلاد الثاني يعتبر معيباً والعكس صحيحاً.

البعض من الناس يتكلمون بصوت خافت بسبب طبيعة وثقافة بلدانهم, بينما البعض الآخر يتكلمون صُراخاً, فحديث الأول في بلد الآخر معيباً والعكس صحيح.

البعض من البلدان تُعتبر فيها نوعية الثياب دلالة على المستوى الأخلاقي للفرد, بينما في بلاد أخرى ولاسيما الساحلية منها هذا لا يعني شيئاً.

في بعض البلدان ذات الثقافات القبلية لا يسير الصغير قبل الكبير, بينما في بلدان أخرى الأسرع هو من يتقدم. وفي بعض البلدان وضعية الجلوس أمام الآخرين هي تعبير عن الاحترام أو قلة الاحترام, بينما في بلاد أخرى هذا لا يعني شيئاً.

لذلك على المؤمن الذي ينتقل من كنيسة إلى أخرى أن يراعي خصوصية هذه الكنيسة بحسب المفهوم الثقافي للبلد الذي تعيش فيه, وبالتالي عليه أن لا يفرض سلوكياته عليها لأن هذا سيبدو أمام الجماعة تصرفاً مسيئاً, وقلة احترام.

من الغريب أن الشخص الذي يسافر إلى بلد آخر يختلف ثقافياً عن بلده, يجهز نفسه للتعامل مع الناس في ذلك البلد حسب ثقافتهم ونمط سلوكياتهم, فقد ترتدي زوجته الملابس الطويلة التي تستر كل الجسم مثلاً, وفي الزيارات يراعي ترتيبات الناس الذين قد لايقبلون ضيفا رجلاً في بيت لا يوجد فيه رجلٌ, وربما يمتنع عن تناول بعض أنواع الأطعمة ليس بسبب عدم محبته لها, لكن كونها تثير انطباعاً معيناً سلبياً في أذهان الناس.

بينما عندما ينتقل المؤمن من كنيسة لكنيسة نادراً ما يراعي هذه الأمور, فيسبب لنفسه أتعاباً لا حد لها, وربما نفوراً من مجتمع الكنيسة دون أن يدري السبب. وإن وجهت له أية ملاحظة لتصحيح سلوك ما, قد يعتبرها إهانة بحقه, بينما في الواقع هو الذي أهان كل الجماعة بقصد أو بغير قصد, وهو المدين لهم بالاعتذار.    

(ذَوْقاً صَالِحاً وَمَعْرِفَةً عَلِّمْنِي لأَنِّي بِوَصَايَاكَ آمَنْتُ.) مزمور119: 66.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب