ضيقات وتجارب
تسجيل

الوفاة

ان فترة المعاناة الناجمة عن الوفاة, هي فترة الحزن والحداد التي يعيشها الانسان بعد وفاة شخص عزيز عليه. وعادة ما ترتبط هذه الفترة بعوامل متعددة تكون نتيجتها ردود افعال مختلفة عاطفيا وجسديا من شخص لآخر.

انواع الردود بعد الوفاة:

بينما يخبرنا الكتاب المقدس ان ارملة نايين كانت تبكي وحيدها (لوقا7). يخبرنا ان ابنة يايرس اذ ماتت (كَانَ الْجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْهَا وَيَلْطِمُونَ) (لوقا8: 52). ويخبرنا ان المرأة الشونمية اذ مات ابنها (فَصَعِدَتْ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللَّهِ وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ.) 2ملوك4: 21.

.

بينما يخبرنا ان ايوب عندما سمع بموت اولاده العشرة: (فَقَامَ أَيُّوبُ وَمَزَّقَ جُبَّتَهُ وَجَزَّ شَعْرَ رَأْسِهِ وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ وَقَالَ: [عُرْيَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَاناً أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً]).

عادة تبدأ المعاناة والحزن العاديان بعد الوفاة مباشرة, ثم تتراجع أعراضهما وتزول بمرور الزمن. ومن هذه الاعراض:

1-الشعور بالانهيار الكامل بسبب ما للفقيد من قيمة. ويكون مصحوبا بالبكاء وكثرة التنهد, والاحلام المزعجة, والتخيلات, والهلوسة المرتبطة بالفقيد. اضافة لفقدان الاهتمام بمجريات الحياة اليومية. مع الاحساس بفقدان الشهية, وبالتعب الشديد المرتبط بقلّة النوم.

2-الشعور بعدم تصديق الحدث, ولفترة طويلة. ويكون الانكار عادة شديداً عندما تكون الوفاة غير متوقعة. ويكون ايضا مصحوبا بفقدان الشهية, وبقلّة النوم والتعب الشديد.

3-الشعور بقبول الامر الواقع. والايمان يلعب الدور الاكبر في ذلك.

وعادة ما تتراجع هذه الاعراض بعد نحو ستة اشهر.

بشكل عام يبدوا ان الرجال يعانون اكثر من النساء. وكذلك الصغار اكثر من الكبار, وهم قادرون على تجاوز المحنة بزمن اقل. وخلال هذه الفترة يكون الطفل عادة مربكا بأسئلته, مثل: اعرف انه مات, ولكن متى سيعود. اعرف انه لن يأتي ولكن هل استطيع الذهاب اليه. من سيأخذني للمدرسة. وهكذا

الحزن قبل الوفاة:

ويحدث عادة عندما يبدأ الشخص بالاحتضار, فتعيش اسرة الشخص, وكذلك المحتضر حالة حزن استباقية. وهي تتضمن ردود افعال عاطفية وجسدية مختلفة, بين عائلة واخرى.

تتجلى تصرفات العائلة عادة بتسوية شؤون المحتضر, وتقديم ما امكن من الحب والمسامحة له. والحديث عن الفراغ الذي سيتركه رحيل الفقيد. اما هو فيأخذ عادة دور المنسحب من العائلة.

المعالجة:

تكون عادة بالصلاة, وتبادل الكلام مع الاخرين, والانخراط في العمل اليومي. وفي بعض الاحيان قد يلزم استخدام ادوية الاكتئاب.

خاتمة:

ليس الموت نهاية المطاف, بل هو العربة التي تنقل راكبها من هذا العالم الى العالم الاخر. وان كان الموت شوكة بالنسبة للكثيرين, لكن بالنسبة للمؤمن هو الطريقة التي ينتقل بها الى محضر السيد, حيث هناك فرح لاينطق به ومجيد. نعم الموت يجلب الحزن لعائلة الفقيد, ولكن الرجاء بالقيامة واللقاء من جديد, كفيلان بإنهاء كل هذه المظاهر. قال الرب يسوع المسيح له المجد: (إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ) يوحنا14: 19.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب