خبز الحياة
تسجيل

بِمَاذَا أَضْجَرْتُكَ؟ اشْهَدْ عَلَيَّ!

لا، لم يكفهم أنهم كانوا يتملقونه ليملأ بطونهم حتى كانوابِأَفْوَاهِهِمْ يُبَارِكُونَ وَبِقُلُوبِهِمْ يَلْعَنُونَ، ولم يرضهم ان يكون ملكهم الذي يمشّيهم في طريقه، حتى أرادوا إزاحته من طريقهم قائلين له: ابْعُدْ عَنَّا، وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ، فوضعوه في قفص الاتهام وأمسك كل واحد بسفره الخاص المليء تهماً لينهال عليه سيل الاتهامات مِنَ السُّفَهَاءِ ...

ولأنه وحسب ناموسهم يجب أن يأخذ المتهم فرصة ليدافع عن نفسه ويتكلم، اعطوه أن يبدأ الكلام.

وبصوت حنون، ملئ بالعواطف والأنين، بكلام صادر من أعماق الروح: أَحْبَبْتُكُمْ، قَالَ الرَّبُّ!

هذه الكلمة كانت كافية لتخرق مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، ولكنهم بكل استهزاء أجابوه ناظرين بعضهم لبعض بابتسامة خبيثة مع رفع اكتافهم الى أعلى: بِمَ أَحْبَبْتَنَا؟

أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ؟ هل حقا لا يوجد شيء تتذكروا به محبة الله لكم؟ ابْهَتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ هذَا، وَاقْشَعِرِّي وَتَحَيَّرِي جِدًّا!

هل لديك ما تقوله أيضا؟ سألوه بمكر.

بصوت حزين أجابهم: لِمَاذَا قَالَ شَعْبِي: قَدْ شَرَدْنَا، لاَ نَجِيءُ إِلَيْكَ بَعْدُ؟

علت أصواتهم من قريب وبعيد , ولأن حَلْقُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ، كلامهم كان يتناثر كالسم:

عِبَادَةُ اللهِ بَاطِلَةٌ وَمَا الْمَنْفَعَةُ مِنْ أَنَّنَا حَفِظْنَا شَعَائِرَهُ؟

ما هذه الفظاعة؟ قدموا الاعمى وقدموا الاعرج والسقيم ذبيحة له ويقولون عبادته باطلة؟

نظر إليهم وقلبه يكاد ينفطر من الحالة التي وصلوا اليها من قساوة القلب وسألهم مَاذَاوَجَدَ فِيَّ آبَاؤُكُمْ مِنْ جَوْرٍ حَتَّى ابْتَعَدُوا عَنِّي وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ وَصَارُوا بَاطِلاً؟

تلقفوا كلامه بسخرية : جور ؟ ظلم ؟ ثم صرخوا فيه:«أَيْنَ إِلهُ الْعَدْلِ؟».

يتبع >>..

 

فادي سمعان يعقوب

.