سؤال و جواب
تسجيل

سؤال: من هو نسطوريوس وماهي هرطقته؟

.

 

الجواب: هو أسقف القسطنطينية. ولأنه كان {يخشى أن يخلط الشعب بين المفهوم المسيحي لمريم العذراء كأم لذاك الذي يسكن فيه اللوغوس, وبين المفهوم الشعبي الوثني للآلهات العذارى ( د. القس حنا خضري. – تاريخ الفكر المسيحي, ج2, ص 164)}, رفض أن يستخدم التعبير (مريم أم الله θεοτοκος).لأن هذا التعبير برأيه:

1- يقود الشعب لاعتبار مريم واحدة من الآلهات العذارى الوثنيات. ويحول بالتالي معجزة التجسد لأسطورة.

2- قد يقود للسقوط في هرطقة أريوس, أي عدم أزلية اللوغوس. لأنّه إن كانت مريم غير الأزلية هي فعلاً أم الله, يصير بالتالي اللوغوس غير أزلي مثل مريم.

3- قد يقود للسقوط في هرطقة أبولوناريوس الذي قال إن الكلمة حل في جسد بدون روح.

لهذا كان يُفضل أن يستخدم اللقب (مريم أم المسيح χριστοτοκος). مما أوقعه بالتالي في مشكلة مع خصمه كيرلس أسقف الإسكندرية الذي كان يستخدم ذات اللقب (مريم أم الله θεοτοκος). فاتَهم نسطوريوس بالهرطقة مُعتبراً أن رفض استخدام هذا اللقب يَنتج عنه رفض لوحدة الشخص في يسوع المسيح. فيسوع المسيح هو شخص واحد, ووحدة الشخص فيه تفرض أن يطلق عليه خصائص الطبيعتين الإلهية والبشرية معاً. مُعتبراً أنه يمكن القول إن ابن الله ولد من مريم أي حسب طبيعته البشرية, وإنه يمكن القول إن ابن مريم قد خلق الكون أي بحسب طبيعته الإلهية. وبناء عليه يصح القول إن مريم(أم الله).

أما رفض نسطوريوس لتفسير كيرلس, كان يعني بنظر كيرلس أن نسطوريوس يُعلم أن يسوع ليس شخصاً واحداً, بل فيه شخصان متحدان مع بعضهما اتحاداً عرضياً.

ومع أن هذا التعليم ليس تعليم نسطوريوس بل قد اتُهم به. إلا أنه مع الأسف قد حُكم عليه كهرطقي وأدين في مجمع أفسس سنة ( 431 م ) وهو المجمع المسكوني الثالث.

في هذا المجمع لم يصدر قانون إيمان خاص, إذ اكتفى المجمع بالموافقة على رسالة كيرلس إلى نسطوريوس, والتي مُلخصها (أن المسيح شخص واحد, في طبيعتين إلهية وبشرية, متحدتين اتحاداً أقنومياً, وليس اتحاد كرامة وسلطة.)

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب