سؤال و جواب
تسجيل

سؤال: هل ينبغي علينا ان نطلب العلامات من الرب كما فعل جدعون؟

جواب: المشكلة في من يطلب العلامات انه يَمضي لجدعون متشبهاً به. ولكن ما هي قصة جدعون صاحب العلامات:

1-جدعون ينتمي لعصر القضاة الذي فيه كانت اسرائيل في مستوى منحط روحياً, وكان كل واحد من الشعب يعمل ما يحلو في عينيه. وجدعون واحد منهم!!

.

 

2-طلبَ جدعون علامة من ملاك الرب عندما ظهر له وكلمه قائلاً: («إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ, وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ».) قض6: 16. فقال جدعون للملاك: («إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَاصْنَعْ لِي عَلاَمَةً أَنَّكَ أَنْتَ تُكَلِّمُنِي.) قض6: 17.

والسؤال لذي يطرح نفسه, ما هو ايمان هذا الرجل الذي يكلمه ملاك الرب فيقول له اعطني علامة انك انت تكلمني!!! ومع ذلك اعطاه الملاك علامة!! ولكن هل اكتفى جدعون!!

عندما اجتمع المديانيين والعمالقة لحرب اسرائيل عاد جدعون ثانية لنغمة العلامات (وَقَالَ جِدْعُونُ لِلَّهِ: «إِنْ كُنْتَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ, فَهَا إِنِّي وَاضِعٌ جَّزَةَ الصُّوفِ فِي الْبَيْدَرِ. فَإِنْ كَانَ طَلٌّ عَلَى الْجَّزَةِ وَحْدَهَا, وَجَفَافٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا, عَلِمْتُ أَنَّكَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ») !!

الرب يقول له اخلص بيدك, وهو يقول للرب اعطني علامة...انه لا يصدق الرب, أيّ ايمان هذا!! ومع ذلك تعامل معه الرب واعطاه العلامة فماذا كانت النتيجة؟

(وَكَانَ كَذَلِكَ. فَبَكَّرَ فِي الْغَدِ وَضَغَطَ الْجَّزَةَ وَعَصَرَ طَلاًّ مِنَ الْجَّزَةِ, مِلْءَ قَصْعَةٍ مَاءً. فَقَالَ جِدْعُونُ لِلَّهِ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. أَمْتَحِنُ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ بِالْجَّزَةِ. فَلْيَكُنْ جَفَافٌ فِي الْجَّزَةِ وَحْدَهَا وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ لِيَكُنْ طَلٌّ». فَفَعَلَ اللَّهُ كَذَلِكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. فَكَانَ جَفَافٌ فِي الْجَّزَةِ وَحْدَهَا وَعَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا كَانَ طَلٌّ.) قض6: 36- 40.

انه مصمم ان لا يصدق الرب!!! وهذه العلامات بالحقيقة ليست ليعرف مشيئة الرب!! لأن المشيئة واضحة ومعلنة, لكنها علامات ليعرف ان الرب صادق او لا!! ومع ذلك تعامل معه الرب بطول اناة عجيب!! ولكن ماذا كانت النتيجة!!

(وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: «قُمِ انْزِلْ إِلَى الْمَحَلَّةِ, لأَنِّي قَدْ دَفَعْتُهَا إِلَى يَدِكَ.وَإِنْ كُنْتَ خَائِفاً مِنَ النُّزُولِ, فَانْزِلْ أَنْتَ وَفُورَةُ غُلاَمُكَ إِلَى الْمَحَلَّةِ, وَتَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ, وَبَعْدُ تَتَشَدَّدُ يَدَاكَ وَتَنْزِلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ». فَنَزَلَ هُوَ وَفُورَةُ غُلاَمُهُ إِلَى آخِرِ الْمُتَجَهِّزِينَ الَّذِينَ فِي الْمَحَلَّةِ.) قض7: 9.

هاهو من جديد يحتاج لعلامة اخرى عندما نزل الى المحلة مع غلامه, ولكن هذه المرة الرب اعطاه العلامة قبل ان يسأله لأن الرب يعرف طبيعة جدعون وايمانه الذي لم يصل في حجمه بعد الى حجم حبة الخردل!!!

واليك نهاية القصة المؤسفة لرجل اعتاد طلب العلامات (ثُمَّ قَالَ لَهُمْ جِدْعُونُ: «أَطْلُبُ مِنْكُمْ طِلْبَةً: أَنْ تُعْطُونِي كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ». لأَنَّهُ كَانَ لَهُمْ أَقْرَاطُ ذَهَبٍ لأَنَّهُمْ إِسْمَاعِيلِيُّونَ...) قض8: 24.

(فَصَنَعَ جِدْعُونُ مِنْهَا أَفُوداً وَجَعَلَهُ فِي مَدِينَتِهِ فِي عَفْرَةَ. وَزَنَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَهُ هُنَاكَ, فَكَانَ ذَلِكَ لِجِدْعُونَ وَبَيْتِهِ فَخّاً.) قض8: 27.

هل يصلح هذا الرجل ان يكون لنا قدوة!!

لذلك اقول:

-طلب علامات من الله عندما تكون المشيئة واضحة يعني اننا لا نصدق الله!!

-طلب علامة من الله عندما تكون المشيئة غير واضحة وفي مرات نادرة جداً يبدوا مقبولاً!

-طلب علامات من الله بشكل عام يعني اننا نجعل الله يتصرف كما نريد, بينما المطلوب العكس, أي ان نتصرف كما يريد الله. وهذا يمشي مع الايمان!

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب