دراسات عامة
تسجيل

من الجلي الواضح في الكتاب المقدس، أن قصد الله منذ البداية هو أن تكون امرأة واحدة لرجل واحد ، فلم يخلق لآدم سوى حواء واحدة لتكون " معيناً نظيره" (تك 2: 18). وهو ما أكده الرب يسوع بالقول : " إن الذي خلق من البدء، خلقهما ذكرا وانثى وقال : من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ، ويكون الاثنان جسدا واحدا " (مت19 :4 و5)، وليس للإنسان إلا جسد واحد كما يقول الكتاب: "ليكن ينبوعك مباركاً، وافرح بامرأة شبابك" (أم 5 :18 و19) وأيضاً: "الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك قرينتك وامرأة عهدك.. لا يغدر أحد بامرأة شبابه".. (ملاخى2 :14 و15).

.

 وأول من ارتبط اسمه بتعدد الزوجات هو " لامك " الذي اتخذ لنفسه امرأتين (تك4 :17 19) وكان من نسل قايين الشرير .

والأرجح أن تعدد الزوجات نشأ أولاً عن الحروب القبلية، فعندما تكاثر الناس، وانتشروا في الأرض قبائل وأمماً نشبت بينهم المنازعات والحروب وكان المنتصرون يقتلون كل الرجال، ويسوقون النساء والأولاد أمامهم سبايا وماذا يفعلون بأولئك النسوة ؟ كان الرئيس أو الزعيم يختار منهن من يشاء لنفسه، ويوزع باقيهن على رجاله فيتخذون منهن جواري ومحظيات. وكانت كل معركة جديدة تأتي بالمزيد من النساء والأولاد، وهكذا نشأ نظام "الحريم" والرقيق من أسرى الحروب، ولم تعد المرأة "معيناً نظيره" ويترك الرجل من أجلها أباه وأمه ويلتصق بها .

وقد كان تعدد الزوجات سبباً في الكثير من المشاكل والمآسي فقد أعطت سارة العاقر جاريتها "هاجر" لإبراهيم فولدت له "إسماعيل". ولما أعطى الرب سارة ابنها "اسحق" طلبت من إبراهيم أن يطرد هاجر وابنها " فقبح الكلام جداً في عيني إبراهيم" (تك21 :11) ولكنه اضطر أخيراً لتنفيذ ذلك.

وكان ليعقوب أربع نساء ولدن له اثني عشر ابنا وبنتا ، وكانت النتيجة الحسد والعداء، حتى باعوا يوسف أخاهم عبداً (تك37 :28). وكذلك حدث بين أولاد جدعون من نسائه الكثيرات ، فقتل أحدهم إخوته السبعين ( قض 8 : 29 31 ، 9 : 5 ) .

وكان داود رجلاً حسب قلب الله (1صم 13 :14 ،أع13 :22)، ولكنه سار وراء عادة ملوك وعظماء عصره، فأخذ له العديد من النساء والسراري (2صم 5 :13،1 أخ 14 :3). مما أدى إلى الكثير من المآسي ، فقد اغتصب أكبر أبنائه, ثامار. مما جعل أخاها يقتل أخاه الأكبر ( 2 صم 13 ) ثم قام بالثورة ضد أبيه ( 2 صم 15 18 ) وحاول ابن آخر أن يغتصب العرش لنفسه.

وكأن كل ذلك لم يكن كافياً لتحذير سليمان من تعدد الزوجات، فأفرط في ذلك حتى "كانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري . فأمالت نساؤه قلبه وراء آلهة أخرى" (1مل11 :3 و4 انظر أيضاً نح 13 :26).

ويمكن على أسس علمية حسابية، إثبات خطأ تعدد الزوجات ، فإن الإحصاءات تبين أن عدد المواليد من الذكور يزيد قليلاً من عدد المواليد من الإناث ، وعلى هذا الأساس يكون تعدد الزوجات جريمة ضد الطبيعة ، وحرمان آخرين من هذا الحق .

كما أن "نظام الحريم" جنى على آخرين" إذا كان يلزم لخدمة "الحريم" خَدم من الخصيان، علاوة على ما كان يحدث بين الحريم من مؤامرات واغتيالات،وكان لها أثر مدمر في قصور الملوك والسلاطين كما يسجل التاريخ.

هذا المقال مأخوذ عن دائرة المعارف الكتابية