أفكار لعظة
تسجيل

يوحنا11: 25-27

مراحل الإيمان

مقدمة: كثيراً ما تتردد كلمة الإيمان على ألسنتنا فنحن نقول مثلاً (آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص), (أما البار فبالإيمان يحيا), (كل شيء مستطاع للمؤمن), حتى أن الآخرين أصبحوا يقولون عنا (جماعة المؤمنين)

والرب يسوع المسيح يقول في هذا المقطع لمرثا (أتؤمنين بهذا), فماذا يعني الرب بقوله (أتؤمنين). وماهو الإيمان المطلوب من الإنسان حتى ينطبق عليه قول الرب (من آمن بي ولو مات فسيحيا)  

.

 

الغرض: سر في طريق الإيمان حتى النهاية

جملة انتقالية: يخبرنا الكتاب المقدس عن ثلاثة مراحل للإيمان أو عن ثلاثة أنواع من الإيمان, وهذه المراحل الثلاثة ينبغي ان نتبناها جميعاً حتى يكون لنا الإيمان المخلص, أو الإيمان المطلوب لينطبق علينا قول الرب يسوع (من آمن بي ولو مات فسيحيا). فما هي هذه المراحل التي نحن مدعوون لنسير فيها حتى النهاية.

1- الإيمان العقلي:

إنه إيمان يستند على العقل, على البراهين العلمية والمنطقية, إذ يحلل الإنسان مالديه من معطيات فإن اقتنع بها, صدق, أو آمن. وإن لم يقتنع لا يؤمن. تقول كلمة الرب (ويتكل عليك العارفون اسمك) مز9: 10.

لماذا يتكل هؤلاء على الرب ؟ لأنهم يعرفون أنه القوي, القدير, الأزلي, القديم الأيام إلخ..

(الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله)

الإنسان يقرا الكلمة او يسمعها ثم يحللها في عقله فإذا انسجمت مع منطقه يقبلها ويؤمن بها, هذا ماندعوه بالإيمان العقلي.

أمثلة على هذا النوع من الإيمان

2بطرس1: 19+ قائد المئة (متى8: 5- 13) + توما(يوحنا20: 24- 29)

هذا الإيمان ضروري جداً لكنه غير كاف للخلاص, لأن الشياطين أيضاً يؤمنون ذات الإيمان ويقشعرون ومع ذلك لاخلاص لهم. لذلك تذكر هذا الحق, سر في طريق الإيمان حتى النهاية

2-  الإيمان العاطفي:  

إنه إيمان يرتكز على المشاعر, متأثر بالظروف. وهو الأكثر شيوعاً!

(فآمنوا بكلامه غنوا بتسبيحه. أسرعوا فنسوا أعماله)

المشاعر تتغير, وبالتالي الإيمان الذي يرتكز عليها يتغير.

أمثلة:

-       (متى13: 20-21) وما يحدث في الاجتماعات الانتعاشية عندما يَقبل الكثيرون الرب يسوع مخلصاً لهم, ثم بعد وقت لاتعود تراهم في الكنيسة.

-       (متى14: 25-31)

-       (اعمال8: 9- 23) إيمان سيمون

هذا الإيمان أيضاً ضروري, لكنه غير كاف للخلاص. لذلك تذكر هذا الحق, سر في طريق الإيمان حتى النهاية

3- إيمان الإرادة:

إنه الإيمان الذي نعيشه, نتبنى ماقد اقتنعنا به عقلياً, وقلبياً.

إن كنت تؤمن بكل عقلك ان يسوع مخلص. وأنت أيضاً متأثر بما فعله لأجلك على الصليب, فعليك أن تأخذ الخطوة الثالثة أي تتبنى ماقد آمنت به ليصبح المسيح مخلصك.

(وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا اولاد الله) يوحنا1: 12

إن الأشياء التي نعرفها ونوافق عليها ينبغي علينا أن نتبناها, فباستطاعة المرء أن يعرف عن الوهية المسيح لكنه من ناحية أخرى يرفضه كمخلص. فالإيمان ينبغي ان يتضمن فكرة القيام بعمل ما.

قصة تشرح المرحلة الثالثة من الإيمان

لاعب سيرك يدعوا الناس ليحضروا مشهداً لم يألفوه من قبل, إذ أنه يقرر أن يسير على حبل مربوط بين بنائين كل منهما ارتفاعه 20 طابقاً ودون اية وسيلة أمان.

تجتمع الناس في اليوم المحدد لمشاهدة هذا العرض.

يسألهم لاعب السيرك هل أستطيع أن اسير على هذا الحبل دون أن اسقط, هل تؤمنون؟

البعض يقول نعم, والبعض يقول لا.

يتقدم لاعب السيرك على الحبل وبيده عصا التوازن, وشيئاً فشيئاً يصل للنهاية وسط تصفيق واعجاب الجميع.

يسأل لاعب السيرك, من يؤمن إني استطيع العودة.

يجيب الجميع نعم.

يُحضر لاعب السيرك عربه ويضع فيها كيساً من التراب يزن 100 كغ ويسأل الجموع, من يصدق اني استطيع السير بهذه العربة على الحبل إلى الجانب الآخر؟

يجيب الجميع, هذا مستحيل!

يتقدم لاعب السيرك على الحبل وأمامه العربة, وشيئاً فشيئاً يصل للنهاية وسط تصفيق واعجاب الجميع.

يسأل لاعب السيرك, من يؤمن إني استطيع العودة؟

ترتفع الأصوات بالموافقة!

يسأل ثانية , إن كنتم تصدقون, فمن منكم مستعد أن يضع نفسه في العربة لكي أسير به على هذا الحبل؟

الجميع يجيبون بالرفض, نعم انت تقدر ان تجر عربة فيها حمولة 100 كغ ولكن لانريد أن نكون بين يديك!

قال الرب يسوع (تعالوا إلي ياجميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم) متى11: 28

ماهو جوابك, تذكر هذا الحق, سر في طريق الإيمان حتى النهاية

خاتمة: أن تؤمن معناه أن يكون لديك إيمان عقلي مستند على كلمة الله, وإيمان عاطفي متجاوب مع كلمة الله, وإيمان إرادي أي أن تتبنى ماقد قبلته بعقلك وقلبك.

إن كان إيمانك يتوقف عند المرحلة الأولى او الثانية, تذكر هذا الحق, سر في طريق الإيمان حتى النهاية, وإلا فاسمع صوت الرب ماذا يقول لك (ولا تريدون أن تأتوا إلي لتكون لكم حياة) يوحنا5: 40.

ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين