خبز الحياة
تسجيل

"لأنّ الإنسان ذاهب إلى بيته الأبدي" ( جامعة12: 5).

قبل الشروع في السفر, يحدد المسافر المكان الذي يتجه إليه, ويحمل معه دليلاً يرشده في السير, ويهديه الطريق الصحيح.

إنّ الجميع مُسافرون إلى الأبدية...لكن, إلى أين أنت مسافر؟ ألا يهمك أن تكون على معرفة تامة ويقين بالمكان الذي ستوجد فيه في الأبدية؟

إنّ فرصة الخلاص تلوح ثمّ تعبر, ومَن يضمن الحياة لنفسه حتّى نهاية قراءة هذه السطور. فربما يتوقف قطار الحياة فجأةً, ويتجه السفر إلى أبدية لا تنتهي.

اليوم يوم خلاص, والوقت وقت مقبول لتقبل المسيح فيحدد لك المكان.

ليتك تأتي إليه الآن قبل فوات الفرصة, لأنه بعدها لا ينفع ندم.

إنّ الدليل الوحيد الذي يرشدك للسفر ويهديك الطريق, هو الكتاب المقدس الذي يُخبرنا عن الخلاص الذي هو بيسوع المسيح لا سواه.

"الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية, والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياةً بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنا3 :36)

.

فكرهتُ الحياة...لأنّ الكل باطل وقبض الريح, ولا منفعة تحت الشمس (جامعة2: 17).

كان سُليمان ملكاً غنياً وحكيماً, ولكنه كره الحياة ولم يحبها بسبب:

1-مللها ورتابتها: "ما كان فهو ما يكون, والذي صُنع فهو الذي يُصنع, فليس تحت الشمس جديد" (جامعة 1: 9).

2-بطلان علمها ورفاهيتها: "لأنّ في كثرة الحكمة كثرة الغم, والذي يَزيد علماً يزيد حُزناً" (جامعة1: 18).

3-ألغازها وأسئلتها: لماذا يتألم الأبرار, ولماذا ينعَم الأشرار؟

4-الموت هو نهايتها: كما يحدث للجاهل يحدث لي أنا أيضاً, فلماذا أنا أوفر حكمة؟

هذه النظرة السوداوية للحياة, هي من منظور الحكمة البشرية, والسبب هو دخول الخطية.

لكن العلاج في المسيح الذي:

-"أبطل الخطية بذبيحة نفسه, وأبطل الموت," "وأنار لنا الحياة والخلود بواسطة الإنجيل".

-وفيه الحياة الأفضل: "أمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يوحنا10: 10 ).

شكراً لله, لأنّه لم نعد نقول كرهت الحياة لكن (لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ).

.

-يُخبر الخطاة عن المخلّص: "وتدعو اسمه يسوع .لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم" (متى 1: 21).

-يعطي الحرية للمقيدين: "وتعرفون الحق, والحق يُحرركم" (يوحنا8: 32 ).

-يُعلن العفو للعصاة: "ليترك الشرير طريقه ,ورجل الإثم أفكاره, ويَتُب إلى الرب فيرحمه ,وإلى إلهنا لأنّه يُكثر الغفران" (إشعياء55: 7).

-يؤكد للضعيف أن الرب: "..حصناً للمسكين, حصناً للبائس في ضيقه, ملجأ.."(إشعياء25: 4).

-يُخبر الموتى روحياً عن الحياة: "لأنه مَن يجدني يجد الحياة,...كل مُبغضيَّ يحبون الموت" (أمثال8: 35 ,36 ).

-يقود الضال للسماء: "فقال له يسوع: أنا هو الطريق والحق والحياة"(يوحنا14: 6 ).

يُقدِّم الراحة للمتعبين: قال الرب يسوع: "تعالوا إليّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال, وأنا أُريحكم" (متى11: 28- 31).

.

ليس لنا, لكن لنا!

1-افرح أيها المؤمن فنحن ليس لنا هنا منزل, لكن "فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً"( يوحنا14: 2).

2-ليس لنا هنا بناء, لكن " نعلم أنّه إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي, فلنا في السماوات بناء من الله, بيت غير مصنوع بيد, أبدي" (2كورنثوس5: 1).

3-ليس لنا هنا وطن, لكن لنا في السماوات وطناً أفضل أي سماوياً, فما أحلاه وطناً! (عبرانيين11: 16).

4-ليس لنا هنا مال نستند عليه, لكن لنا "مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِياً." (عبرانيين10: 34).

5-ليس لنا هنا ميراث, لكن لنا في السماوات "ِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ" (1بطرس1: 3) فما أسعدنا به!

6-ليس لنا هنا مراكز أو عروش, لكن لنا حول الرب في السماء عروشاً وأكاليل فما أبهاها عروشاً (رؤيا4: 5).

7-ليس لنا هنا على الأرض لحظة ننتظرها, سوى تلك اللحظة التي فيها يأتي الرب, فما أروعها لحظة!"فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ".

(1كورنثوس15: 52).

.

شذرات

1-الخوف من الله يُرعب الإنسان, أمّا خوف الله فيملأ القلب بالسلام واليقين.

2-كل ما يسعدنا أنّما هو إلى لحظة, وكل ما يضايقنا هو إلى لحظة. أمّا كل ما هو أبدي فجدير بكل لحظة.

3-الحقيقة هي أنّ: الأرض ممر وليست مقر.

4-ليس المهم حجم التجربة, لكن المهم مكان التجربة. فإن كانت أمامك فهي تحجب وجه الله عنك. وإن كانت التجربة خلفك, فهي تدفعك إلى حضن الله.

5-صلّت حنة وأنشدت, فصارت أُمّاً لصموئيل المُصلّي, وجدّة لهيمان المرنم. (1 اخ6: 33).

6-أحياناً يهدّئ الله العاصفة. وأحياناً يدعها تثور, ثمّ يهدّئ ابنه المُجرَّب.

7-يجب أن أعلم أنّ أُموري ليست في يد القَدَر, بل في يد الله القدير.

8-مَن يرفع عينيه إلى فوق, تغيب من أمامه مشاهد الأسى التي في الأرض.

.

لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم" 1تسا4: 13.

حلّ زلزال مدمرّ بجزيرة "هايتي", ووسط الدمار الذي راح ضحيته حوالي 200 ألف قتيل, كان فتىً يحفر بسلام حفرة كبيرة, فسأله مُذيع لقناة إخبارية: "ماذا تفعل يا بني؟"

فأجابه قائلاً: "أحفر قبراً لأختي العزيزة التي ماتت على رجاء القيامة".

قال له المذيع بعد أن أتم دفنها: "وماذا تريد أن تقول للعالم؟".

قال الفتى: ما قاله الرب يسوع المسيح, "في بيت ابي منازل كثيرة".

حقا يالروعة الإيمان, و يالقمّة الحب! و يالمواعيد المسيح العظيمة, إذ وعدنا بالوصول إلى بيت الآب نحن واحباءنا في المسيح.

.

"أنا نبوخذ نصّر...من يسلك بالكبرياء, فهو قادر أن يذله" (دانيال 4 :37 ).

كان نبوخذ نصّر يملك كل شيء, العظمة, والجلال, ولكنه نسي من أين حصل على كل هذا.

كان يتمشّى حول قصره في بابل متعظماً وهو يتمتم قائلاً: "أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي" (دانيال 4 :30 ). والكلمة بعد في فمه, فوجئ بصوت الله الذي وضعه في الحكم قائلاً: "يا نبوخذ نصّر الملك, إنّ المُلك قد زال عنك, ويطردونك من بين الناس, وتكون سكناك مع حيوان البرّ, ويطعمونك العشب كالثيران" (دانيال 4 :31 -32 )...

فتحوّل ملك بابل العظيم من القصر إلى المرعى, تماماً كما قال له الله. فطُرد من بين الناس إذ أصبح شكله كالمجانين. صار يرعى العشب كالثيران. ذلك الملك المتعظم, طال شعره مثل النسور, وأظفاره مثل الطيور, فأذله الله إلى أقصى الحدود. إلى ان رفع عينيه نحو السماء قائلاً: "باركت العلي وسبحت وحمدت الحي إلى الأبد الذي سلطانه سلطان أبدي, وملكوته إلى دور فدور" دا4: 34. فعاد إلى طبيعته وإلى ملكه!

علينا دائما ان نتذكر بأن كل ما نملكه من مقتنيات, ومراكز, وقدرات هي موهوبة لنا من الله. وعلينا ان نتذكر انه مصدر قوتنا, ومعطي مواهبنا, وهو الذي يدير شؤوننا. عندما ننسى هذا الأمر وننسب الفضل إلى نفوسنا قد يرى الله انه اصبح من الضروري ان ينقلنا من مركز الكبرياء ذاك, إلى مركز التواضع والمذلّة.

"قبل الكسر الكبرياء وقيل السقوط تشامخ الروح" ام16: 18.

.