خبز الحياة
تسجيل

"وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ" (رؤيا 20: 15).

في مصانع الحديد توجد مجموعة من الأفران تُسمى الأفران العالية تصل الحرارة فيها إلى خمسة آلاف درجة مئوية يُلقى فيها الحديد فينصهر سريعاً لإعادة تشكيله. ولقد أخبرنا العلماء أنّ باطن الأرض بحر ناري مُخيف تصل درجة الحرارة في مركزه إلى عشرين ألف درجة مئوية, ويُخبرنا عن الشمس حيث تصل درجة الحرارة على سطحها سبعة آلاف درجة مئوية, وتصل في المركز إلى عشرين مليون درجة مئوية.

وإذا كانت هذه النيران التي تُستخدم لخدمة الإنسان بهذه الكيفية المُرعبة, فكم تكون بالتالي بحيرة النار المُعدّة للشيطان وملائكته, وكل من يُهمل الخلاص المُعد بشخص المسيح؟

اليوم يوم خلاص, اليوم يوم مقبول. فهل تأتي الآن إلى المخلص الوحيد لكي تنجو؟

.

(..فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً .وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ.) لوقا1: 22- 23.

هذه الكلمات قيلت عن زكريا الكاهن الذي كان في الهيكل يُبّخر. فظهر له الملاك جبرائيل ليؤكد ان طلبته قد سمعت واليصابات زوجته ستلد ابناً, فلم يصدق. والنتيجة, (وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هَذَا لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ».).

كل هذا مفهوم. أما الذي لا يُفهم فهو قول الكتاب عن زكريا, انه قد صار صامتاً, أي عاجزا عن الكلام. ومع ذلك يكمل الخدمة, أي يتابع عبادته في الهيكل لمدة 15 يوماً متوالياً.

ماذا كان يفعل في الهيكل وهو أخرس عاجز عن الكلام...أم أن العبادة الناموسية لا تحتاج لكلام!!

طبعاً العبادة الناموسية في الهيكل لا تحتاج لكلام, ولا تحتاج لذهن متيقّظ!!

دور الكاهن هو أن يغير خبز الوجوه, أو يبخّر, أو يقلّم فتيل المنارة, أو يملأها بالزيت. أين الصلاة إذا..

كانت الصلاة في الهيكل عبارة عن طقوس ورموز يقوم بها الكاهن بعيدا عن الشعب. وقد رتبها الرب ليس لأنها الأفضل لكن لتقود للأنسب, أي للعبادة بالروح والحق, العبادة التي قال فيها الرسول بولس(عبادتكم العقلية). قد ينفع أخرس لإجراء عبادة في عهد الناموس, ولكن في عهد النعمة هذا لا ينفع.

في ايامنا هذه هل نرى مثل هذه العبادة؟؟ مع الأسف نرى!

بقلم خادم الرب نبيل يعقوب

.

"ثُمَّ قَالَ: «خُذِ السِّهَامَ». فَأَخَذَهَا. ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «اضْرِبْ عَلَى الأَرْضِ». فَضَرَبَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَوَقَفَ. فَغَضِبَ عَلَيْهِ رَجُلُ اللهِ وَقَالَ: «لَوْ ضَرَبْتَ خَمْسَ أَوْ سِتَّ مَرَّاتٍ، حِينَئِذٍ ضَرَبْتَ أَرَامَ إِلَى الْفَنَاءِ. وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تَضْرِبُ أَرَامَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». مل2 13: 18-19

ان عمل الرب هو حسب ايماننا فالذي يطلب كثيرا ينال كثيرا ،،، فبحسب ايماننا يكون لنا. كم مرة اكتفينا بأن نطلب من الرب أمراً بسيطاً محدوداً, وكأننا لا نريد أن نزعجه بطلبة كبيرة. أو نطلب القليل القليل بسبب تواضع زائف, مع أنه الله القدير الذي يعطي بسخاء ولا يعّير.

إنه الله الآب المحب الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح يسوع، إنه الآب الذي وهبنا ابنه المحبوب يسوع المسيح فكيف لا يهبنا معه كل شيئ .

الملك سليمان طلب من الله قلباً فهيماً ليحكم على الشعب ويميز بين الخير والشر، فأعطاه الله قلباً حكيماً ومميزاً حتى أنه لم يكن مثله (مثل سليمان) قبله ولا يقوم بعده نظيره.

حنّة طلبت وصلّت من أجل إبن فأعطاها الرب صموئيل النبي العظيم وليس مجرد ابن عادي.

الأعرج من بطن أمه طلب صدقة من بطرس ويوحنا، فأعطاه الله أن يثب ويقفز وشدد رجلاه وكعباه.

نحن نطلب الغفران من الله, فأعطانا الغفران والتبرير والتقديس وأصبحنا شركاء الطبيعة الالهية وأصبحنا أولاد الله في المسيح يسوع.

إنه الإله القادر أن يفعل فوق كل شيئ أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا، له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع الى جميع أجيال دهر الدهور. آمين

.

" فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا " (متى6: 31 ,32).

"إنّ أباكم يعلم", هذه حقيقة ثمينة ومُنعشة تفيض بالقوة للضعيف, وبالتعزية للمجرب, هذه الكلمة هي مورد غني للإيمان في كل الأوقات وتحت كل الظروف.

إنها علاج لكل قلق وجَزَعْ, أليست هي بلساناً للقلب الجريح؟

ألا تعطي هذه العبارة هدوءً إلهياً عجيباً للنفس المضطربة؟

"إنّ أباكم يعلم", نعم, إنّه يعلم احتياجك, يعرف كل شيء تحتاجه, لأنّ محبته لا تُحد, ولا تُقاس, ولا نهاية لعطفه ورأفته. وقوته لا يمكن أن تُعاق في خدمتها لك. ونعمته تشمل كل سياحتك من بدايتها إلى منتهاها, من الصليب إلى المجد.

هذه النعمة الغنية تقدِّم لك في طريقك المعونة في حينها, وعنايته بك لن تنقطع.

فأنت موضوع عناية واهتمام الآب نفسه, كما أنّه يُرسل ملائكته من حضرته لخدمتك.

فألقِ إذاً كل همك عليه, أسند ضعفك عليه لأنّه يحب أنّك تعتمد عليه اعتماداً كاملاً.

.

" مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ... غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ " (لوقا 24: 17, 41).

في رحلتهما من أورشليم إلى عمواس, كانت الحيرة تملأ رأس ذينك التلميذين, فكانا ماشيين عابسين.

لكن إذ اقترب إليهما يسوع مُحدّثاً إياهما من كلمة الله عن الأمور المختصة به في جميع الكتب انفتح ذهنهم.

وسرعان ما تبدّل الحال, فالأرجل السائرة في اتجاه خاطئ اعتدل مسارها, والحديث اليائس تحوّل إلى بشارة مُفرحة, وبُطء السير تحوّل إلى سرعة الأيائل, والقلب البارد التهب, والأعين المُمسكة عن رؤية المسيح انفتحت, وتحوّلت عبوسة الوجه إلى أفراح يشاركان بها سائر القديسين.

يا لها من بركة رائعة! فبين الحيرة والفرح, كلمة, هي كلمة الله التي تحدّثنا عن المسيح, مصدر الفرح الحقيقي.

.

هناك مثل روسي يقول: "يستقبلونك حسب ثيابك و يودعونك حسب ثقافتك". المغزى منه ان تأثير قيمة ثيابك -غالية او رخيصة- يبقى مؤقتا و ينتهي عندما تبدأ بالكلام و يظهر مستواك العقلي.

الكثير منا يحب ان يشتري ثيابه من ماركات عالمية مثل "أرماني- شانيل-ديور.." ليظهر أنه مختلف عن الاخرين...ولكن هل تغير الثياب الخارج ام الداخل؟

قد تُبهر البعض "ثِيَابَ بُوصٍ" و "طَوْقَ ذَهَبٍ" و لكن ليس الله, لأنه لا ينظر الى الخارج, "لأَنَّ الْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ, وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ".

لقد دخل الملك الى العرس ونظر" إِنْسَاناً لَمْ يَكُنْ لاَبِساً لِبَاسَ الْعُرْسِ" فطلب من خدامه أن يطرحوه فِي"الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ". لماذا؟

الا يمكن لي أن ادخل العرس ببري الذاتي؟ الا استطيع أن ادخل الى العرس بأفضل الأعمال الصالحة؟

كلا لا أستطيع, لأنه "قَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا". اذاً, "مَنْ يُخْرِجُ الطَّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ" ؟ الجواب "لاَ أَحَدٌ! "

ما العمل اذا؟ من اين لي بثوب فريد جديد؟

اعلم اذاً انه يجب خلع "الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ"وارتداء "الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ" و بكلمة أخرى:

"الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ" و هذا الثوب لا وقتي, بل ابدي لأنه هكذا مكتوب "كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ."

هذا هو الثوب الوحيد المقبول عند صاحب العرس, و هو الماركة الوحيدة التي ينظر اليها الله وتجد عنده قبولا. فأسرع واشتريه" بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَثَمَنٍ" لأن ثمنه قد دفع ب"دَمٍ كَرِيمٍ".

فادي يعقوب

.

" فَلَمَّا رَاى بَنُو اسْرَائِيلَ قَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ؟» لانَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا مَا هُوَ. فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي اعْطَاكُمُ الرَّبُّ لِتَاكُلُوا " (خروج16: 15).

"المن" كلمة عبرية معناها "من هو" فَلَمَّا رأى بَنُو اسْرَائِيلَ قَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ؟» لانَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا مَا هُوَ. فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي اعْطَاكُمُ الرَّبُّ لِتَاكُلُوا " ( خروج16: 15).

وهكذا كان الحال مع ربنا يسوع المسيح عندما أتى إلى هذا العالم, مُخلياً نفسه من هالة المجد, مُستتراً في الناسوت الذي تهيأ له, وساتراً صورة الله تحت صورة العبد, فكُتِبَ عنه: "كَانَ فِي الْعَالَمِ وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ" (يوحنا1: 10).

وأيضاً "لَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟»" (متى21: 10).

و"المن" ليس من نتاج الأرض, ولم يَنمُ في البرية, بل نزل من السماء.

وهكذا ربنا يسوع المسيح, الذي شهد عنه المعمدان أنّه "اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ.. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ..الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ" (يوحنا 3: 31, 34), فهو "الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ" (اكورنثوس15: 47).

وفي (يوحنا 6) نقرأ سبع مرات عن الرب يسوع أنّه "النازل من السماء", وفي ذلك نرى كمال الاتضاع لمن قيل عنه "مع كونه ابناً تعلّم الطاعة مما تألم به".

 

.