خبز الحياة
تسجيل

" فإنّ الجبال تزول والآكام تتزعزع, أمّا إحساني فلا يزول عنك...قال راحمك الرب"(إشعياء54: 10).

للمؤمن سلام أبدي مؤسس على صدق مواعيد الله, وله حياة أبديّة نالها نتيجة إيمانه بموت المسيح. لذلك لن يهلك إلى الأبد.

قال أحد المؤمنين معلقاً: إنّه يلزم أن تتحقق خمسة أمور قبل أن يقنعني أحد بإمكانية هلاك المؤمن, وهي:

أولاً: يلزم أن نفترض إمكانية خطف المؤمن من يد الرب يسوع ومن يد أبيه نفسه" أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي"(يوحنا10: 29).

ثانياً: يلزم أن نفترض إمكانية فك ختم الملكية, أو تمزيق صَك الملكية الذي في يد الله بالفداء, الذي بموجبه قد اشترانا لنفسه" إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عَرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ"(افسس1: 13 ,14 ).

ثالثاً: يلزم أن نفترض إمكانية إنهاء سُكنى الروح القدس فينا" أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟"(1كورنثوس3: 16).

رابعاً: يلزم أن نفترض إمكانية فصلنا عن محبة المسيح" مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟"(رومية8: 35).

خامساً: يلزم أن نفترض إمكانية محو اسم المؤمن من سفر حياة الخروف" وَلَكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهَذَا أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ».(لوقا 10: 20).

ولأن هذا مستحيل, فالأبدية مع المسيح بانتظارنا.

.
 في الماضي عندما كان التلغراف هو أسرع وسيلة معروفة للاتصال للمسافات البعيدة، تقدم شاب صغير السن لوظيفة رجل إشارات موريس (طريقة نقل التلغرافات) . وبناء على إعلان في الجريدة، ذهب لعنوان المكتب المذكور، وعندما وصل إليه دخل فوجده مكتبا كبيرا مملؤاً بالضجيج والصخب، ومن ضمنها صوت التلغراف في الخلفية. ووجد بالاستقبال إعلانا بأن على المتقدمين للوظيفة ملء الاستمارة الخاصة بالوظيفة والانتظار حتى يُطلبوا ليدخلوا المكتب الداخلي.
 ملأ الشاب الصغير الاستمارة وجلس مع المتقدمين السبعة الآخرين للوظيفة في مكان الانتظار، وبعد دقائق إذا بالشاب يقف ثم يعبر الغرفة وإذ به يدخل المكتب الداخلي. ومن الطبيعي انتبه المتقدمين الآخرين متوجسين، ومتسائلين عما يحدث؟ ثم تمتموا فيما بينهم قائلين أنهم بالتأكيد لم يسمعوا أحدا يستدعيهم، وافترضوا أن الشاب الصغير بدخوله المكتب الداخلي بهذه الطريقة قد ارتكب خطأ جسيما سيرفض بسببه من الوظيفة.ولكن في خلال دقائق قليلة رافق الموظف المختص الشاب خارجا معه من المكتب الداخلي، ثم خاطب باقي المتقدمين للوظيفة المنتظرين في مكان الانتظار وقال لهم: "شكرا أيها السادة من أجل مجيئكم ولكن الوظيفة قد شُغلت حالاً ".
 تذمر باقي المتقدمين للوظيفة فيما بينهم، ثم تكلم واحد منهم وقال " انتظر دقيقة واحدة من فضلك ياسيدي، أنا لا أستطيع أن أفهم. أنه آخر من جاء هنا. ونحن لم يتقابل معنا أحد ولم نأخذ فرصة حتى لاختبارنا. ومع ذلك أخذ هو الوظيفة، و هذا غير عادل".
 قال لهم الموظف " أنا آسف يا سادة، ولكن طيلة الوقت وأنتم جالسين هنا، فإن التلغراف يتكتك رسالة متكررة بإشارات موريس تقول: إذا كنت تفهم هذه الرسالة، تقدم للداخل والوظيفة لك. لا أحد منكم سمع الرسالة أو فهمها، ولكن الشاب عندما آتى فهم الرسالة وجاء للداخل، فصارت الوظيفة له ".
 ونحن نعيش في عالم مزدحم مملؤ بالضجيج مثل هذا المكتب، فإن الناس أصبحوا حيارى ولم يعودوا يستطيعون أن يسمعوا صوت الله الرقيق الهادئ، إنه يتكلم في الخليقة وفى الأسفار المقدسة وفى أعمال عنايته وفى شخص وعمل الرب يسوع، فهل التفتَ لصوت الله عندما كلمك، وهل أنت مصغ له وهو يقول لك: "هذا هو أبنى الحبيب.. له اسمعوا"..."اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ".
.

(20وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا. 21 حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ وَالَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجاً وَالَّذِينَ فِي الْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا 22 لأَنَّ هَذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ) لوقا21: 20-22.

تنبأ الرب على اورشليم بالخراب بواسطة حرب شعواء, وقال ان هذه ايام انتقام, أي أيام تحقيق عدالة الله على هذا الشعب الذي رفض المسيح قائلا: لا نريد ان هذا يملك علينا....اصلبه اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا.
وطلب الرب من المؤمنين به, الذين سيكونون متواجدين في اورشليم ذلك الوقت ان يفروا هاربين عندما يروا الجيوش محيطة بها!!

وعندما حان الوقت وجاءت الجيوش إلى أورشليم لحصارها....قسم من السكان (المؤمنين بالمسيح) طبّق كلام الرب حرفياً, وفرّ هاربا. أما القسم الآخر فقرر البقاء ورفع الصلاة للرب لينهي هذه الحرب, وربما تجند دفاعاً عن أورشليم.

فعُقدت المؤتمرات في أروقة الهيكل الجميل, وفي ساحات أورشليم, وفنادق أورشليم, وحضر هذه الصلوات كبار الكهنة, ورجال البلاط السياسي, وصوروا مؤتمراتهم ونقلوها عبر الفضائيات, وقالوا اجمل المواعظ. وان الرب لابد راحم شعبه, وانه لا يحب الشر, لذلك لابد ان يوقف الحرب.

وماذا كانت النتيجة, وإن كثرتم الصلاة لا أسمع. دخل تيطس القائد الروماني إلى أورشليم, وقتل ما ينوف على مليون ونصف المليون يهودي, وحرق الهيكل ودمره. ولم ينجوا إلا البسطاء الذين سمعوا قول الرب وهربوا. فهل نتعظ

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب

.

"وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ... وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ»." ( رؤيا19: 12 ،13)

إن ربنا المعبود الذي أتى في اتضاع، وعاش في الآلام، وصُلب من ضعف، ومات على صليب الجلجثة منذ ألفي عام، ذلك الحَمَل الوديع، هو نفسه الأسد الرهيب الذي سيعود عن قريب في مجد، ويُستعلن في بهاء، وتظهر قوته. وعلى قدر مجده في إظهار نعمته، على قدر مجده في قوة دينونته.

منذ نحو ألفي عام جاء إلى العالم في اتضاع، وقريبًا سيرجع إليه في مجد .. في مجيئه الأول أتى ليتألم ويموت، وقريبًا سيعود ليتمجد ويسود .. عند دخوله الأول إلى العالم أتى في صورة العبد ليطيع، أما في دخوله الثاني فسيأتي في صورة الملك الذي يُطاع .. في مجيئه الأول؛ مجيء الألم والدموع لم يتأخر، وفي مجيئه الثاني القريب؛ مجيء الفرح والأمجاد لن يتباطأ .. في مجيئه الأول لم يشعر بوجوده سوى القلائل، ولم يقدِّره سوى الأقلية، أما في مجيئه الثاني فستنظره كل عين، وستسجد له كل ركبة، وسيعترف به ربًا كل لسان .. في المرة الأولى صُلِبَ من ضعف وسالت دماه، أما في المرة الثانية فسيأتي في قوة وستكون ثيابه مغموسة بالدم . نعم، أتى ليتألم ويموت، ولكن يقينًا سيرجع ليملك ويسود، وذلك عن قريب جدًا جدًا.

ليت هذا الحق الكامل ـ بشقيه ـ يتغلغل في قلوبنا ونفوسنا جميعًا، فلا نكتفي بالإعجاب الخشوعي بمجيئه الأول إلى العالم، بل نستطرد في انتظار واثق لمجيئه الثاني المهيب.

أيها القارئ الحبيب: إن كل مَن التقى مع المسيح المخلِّص عند الصليب، لا يخشى عودته كالملك عن قريب، بل على العكس إننا نشتاق لرؤيته والوجود معه إلى الأبد، تمامًا مثلما نشتاق لظهوره واستعلان قوته ليتمجد في نفس المكان الذي سبق وأُهين فيه. فإن مجد سيدنا وعريسنا يسعدنا ويشفي غليل صدورنا. نعم، فلصبر المسيح ختام، ولاحتقاره ورفضه نهاية عندما تتم حرفيًا الكلمات الخالدة في الصلاة النموذجية «لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض» (متى6: 10). نعم، قريبًا وسريعًا ستتم مشيئة الله على الأرض بالقوة. فهل تمت مشيئة الله بعد في حياتك بالنعمة؟ إن كل الذين لم يتعرفوا بشخصه كالمخلِّص من الخطية ودينونتها، سيواجهون غضبه كالديان. فمن أي فريقٍ أنت؟ وعلى أي جانب تقف؟ .. ليتك تتعقل وتقدِّر صبر نعمته، وإلا فلتحذر هول غضبه. إن للنعمة زمان، أما الغضب على الرافضين فهو أبدي.

إسحق إيليا

.

يُعِد المنفذ قبل التجربة

«أنا يوسف أخوكم. أرسلني الله قدامكم... ليستبقي لكم نجاةعظيمة. فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله.» (تكوين45: 4-8)

عندما عرَّف يوسف إخوته بنفسه، كرر ثلاث مرات ليؤكد أن مجيئه إلى مصر ووصوله للعرشلم يكن سوى إرسالية، فيقول «أرسلني الله» (تكوين45: 5، 7، 8). ونلاحظ أنه يتحدث عن زمن الإرسالية فيقول: «أرسلني الله قدامكم» أيقبل مجيئكم إلى مصر! أي قبل أن تحل بهم تجربة الجوع! ثم يكشف عن غرض هذه الإرسالية،فيقول: «ليستبقي لكم نجاة عظيمة»، أي ليكون لهم منفذ للنجاة! فالمُرسِل هو الله, وزمن الإرسالية: قدامكم, وغرض الإرسالية,نجاة عظيمة. فالله إله النجاة، أرسل يوسف قبل وقت التجربة،ليكون المَنْفَذ عند حدوثها! ويقول كاتب المزمور «دعا بالجوععلى الأرض. كسر قوام الخبز كله. أرسل أمامهم رجلاً. بيع يوسف عبدًا» (مزمور105: 16-17). لاحظ الترتيب البديع: فهو دعا بالجوع، ولكن قبل أن يحل الجوعبحوالي عشرين سنة، كان قد سبق ودبَّر المَنْفَذ، إذ أرسل أمامهم رجلاً!!

وفي سفر أستير نجد أمرا مشابها, فالرب سمح بأن تصل أستير إلى الملك ثم استخدمها لإنقاذ الشعب, فنسمع كلمات مردخاي عندما قال لأستير: «ومَنْ يعلم إن كنتِ لوقت مثل هذا وصلتِ إلى المُلك؟» (استير4: 14).

لكن يبقى أن هناك فارقًا هامًا بين أستير ويوسف كمَنفَذين أعدهما الله لخلاص شعبه، فبينما صارت أستير مَنفَذًا من خلال إحسان كبير أحسن به الربإليها، صار يوسف مَنفَذًا من خلال ضيق مرير سمح به الرب له!! ومن هذا نتعلم أن الرب لا يستخدم فقط الإحسان، كمَنْفَذ قبل الأوان، بل يستخدم الضيق أيضًا الذينجتاز فيه اليوم بسماح منه، كمَنْفَذ عظيم يعدّه قبل الأوانلاستبقاء حياة ونجاة.

.

"وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ...أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعاً! وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟" (لوقا18: 1، 7-8)

إنّ الصلاة هي أمر جوهري في حياة الإنسان المؤمن، على أساسه يتحدّد نمو حياة المؤمن الروحيّة وعمقها ونضجها.

عندما نتكلّم عن الصلاة نحن نتكلّم عن أوكسجين الحياة الروحيّة، نتكلّم عن الدم الذي يجري في عروق الحياة الروحيّة، نتكلّم عن الطعام الذي لا نستطيع أن نعيش بدونه. إنّ الصلاة هي أساس حياة المؤمن واستمراريتها، فهي بداية الحياة الروحيّة التي لا نهاية لها في العلاقة مع الرب. لذلك ركّز الرب يسوع المسيح على هذا الموضوع كركن أساسي وجوهري في حياتنا الروحيّة. "وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ". لذا هناك دعوة جديّة من الرب يسوع المسيح للصلاة بلجاجة.

إنّ الصلاة بكل بساطة، هي عملية الاتصال بالربّ والكلام معه. هي الحديث الذي يجري بين الإنسان المخلوق، والله الخالق، بعلاقة مباشرة معه، فالرب إله المجد يدعونا لكي نتكلّم معه في كل حين، فنتقدّم من الرب بالشكر والتعظيم والاستسلام لمشيئته والاغتسال من خطايانا بدم المسيح. كما تحتوي الصلاة جزء أساسي، وهو الطلب والسؤال من الرب. إن الرب هو الوحيد الذي لا يملّ من سؤالنا، ولا يتعب من طلباتنا، ولا ينزعج عندما نقرع بابه بالصلاة. وهذا هو ما أعلنه ربّنا يسوع المسيح عندما قال: "وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ." (لوقا11: 9).

.

"لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ، وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟ قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ، وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ، قَائِلِينَ: لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا."(مز 2)

اجتمعت قوى الأرض على "قدوس القدوسينُ" (كما يسميه دانيال)، اجتمع عليه "هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ"، و من خلفهم قوات الظلام و ما تحت الأرض أيضا التي قال عنها الرب يسوع :"هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ". فقد كانت قيود الشيطان, الحية القديمة, محلولة و مسموح لها من الأعالي لتفعل الآن ما يحلو لها مع ابن الإنسان بأن "تسحق عقبه".

و أتى الوقت المعين, الذي فيه الله الآب "َسَلَّمَ لِلسَّبْيِ عِزَّهُ، وَجَلاَلَهُ لِيَدِ الْعَدُوِّ" وسيق للموت ابن الأحضان الأزلية الذي أصبح" مُهَانِ النَّفْسِو"مَكْرُوهِ الأُمَّةِ"، و"عَبْدِ الْمُتَسَلِّطِينَ". و بكت عليه بنات أورشليم ,و كأني بالخليقة جميعها باكية معهن تصرخ: "إيخابود"- إيخابود زال المجد , "أَخَذُوا سَيِّدِي" ووضعوه في "قَلْب الأَرْضِ".

و لكن هل يستطيع القبر أن يحتفظ به؟ هل يستطيع الموت أن يفسده؟ كلا, لأنه "لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ"; لأن داود سبق و تنبأ عنه قائلا :"لَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا".

و تدحرج الحجر عن القبر, "وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ" يعلن, أن يسوع بسلطان "وضعها" و بسلطان ايضا "أخذها". لا كاليعازر الذي ردت إليه نفسه عندما سمع الصوت و قام مسرعا ومازال "وَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل".

لقد خرج من القبر, خرج و كأن ابن الإنسان يصرخ منتصرا و بصوت عظيم"أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَامَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟"

لقد غلب المسيح, سحق راس الحية كما سحقت هي عقبه اذ"جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا" و أباد "بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ."

المسيح قام, حقا قام!

بقلم فادي يعقوب

.