خبز الحياة
تسجيل

(لِكَيْ يُعْرَفَ فِي الأَرْضِ طَرِيقُكَ وَفِي كُلِّ الأُمَمِ خَلاَصُكَ.) مزمور67: 2

يالها من مأساة, إذ يكرر التاريخ نفسه دون ان نتعلم شيئاً!

تبدأ ثورات الحرية والعدالة مع جوع الفقراء, وتنتصر بسواعدهم, ليستلمها الأغنياء ويلوون سواعدهم. ثم تُرفع الشعارات وتتكرر المأساة من قتل وتشريد ودمار!

حتى متى سيستمر اطلاق النار وسفك الدماء في كل مكان, ألا يوجد شعار آخر يقود البشرية للسلام!

ايها الثائر كائناً من كنت, تستطيع ببندقيتك ان تقتل ما شئت من الناس اغنياء وفقراء, ولكنك لا تستطيع ان تغير فاسداً واحداً. الفقراء ليسوا أقلّ شرٍ من الأغنياء, ولا الأغنياء اكثر شرٍ من الفقراء.

دع بندقيتك جانباً واحمل اليهم رسالة تغير عقولهم فتصنع بقلمك ما لم يستطع (تشي جيفارا) ان يصنعه ببندقيته. لتكن ثورتك فكرية, ومن اجلها املأ قلمك واكتب قبل ان يضيع الوقت, ويجف الحبر, وتمضي فرصة التغيير للأفضل بلا عودة.

متى سنتعلم كمؤمنين, ان الثورات ليست بالبندقية وليست بالشوارع, فهذه ولو غيرت تحتاج بعد وقت الى التغيير. انما هي بالكتاب المقدس, الذي هو رسالة لا تتغير, في عالم يتغير.

(فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا».) يوحنا20: 21.

بقلم خادم الرب, نبيل يعقوب

.

"هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص" 2 كورنثوس 6: 2

قَتل شاب أمريكي صاحبه فأدين بالإعدام، وفي أحد الأيام دخل زائر إلى السجن وتوجه إلى الشاب... فصاح به الشاب السجين: أخرج من هنا ... لا أريد أن أراك ولا أن أسمعك. فقال الزائر: أيها الشاب أصغ لي، أريد أن أقدم لك خبراً ساراً... لكن السجين هدّده...

وبعد دقائق دخل الحارس وأخبر السجين أن الزائر الذي طرده هو حاكم المقاطعة بنفسه ، وقد أتى لتسليمه رسالة عفو!

صاح السجين بمرارة : كيف.. وقال للحارس: أسرع وأحضر لي ورقة لأكتب للحاكم.

ثم كتب اعتذارات مترجياً من الحاكم أن يعود ومعه الرسالة.

وعندما استلم الحاكم الرسالة ألقاها جانباً بعد أن كتب عليها: "هذا لا يعنيني"

نُفذ الحكم ومات السجين وهو يقول: أموت بسبب رفضي العفو الذي قُدّم لي.

لقد رفض هذا الشاب حتى أن يُصغي رغم أنه في ساعاته الأخيرة، رغم أن الحكم قد نُطق به. لقد تحجّر قلبه إلى آخر لحظة، وياليته أعطى نفسه هذه الفرصة الأخيرة لكان قد نجا بحياته.

وماذا عنك عزيزي القارئ, لماذا لا تعطي الفرصة لمن يتكلم معك عن رسالة الخلاص ان يتكلم. ام انك لا تهتم بما يفيد حياتك الابدية.

الكتاب المقدس يقول: "هلك شعبي من عدم المعرفة"، وأيضاً: "ليتك أصغيتَ لوصاياي فكان كنهر سلامك".

نعم إن الحقيقة المؤكدة التي يعلنها الكتاب المقدس أن كثيرون سيهلكون بسبب رفضهم كلمة الله وانهم بسبب قساوتهم وقلبهم غير التائب يذخرون لأنفسهم غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة.

فاديا يعقوب

.

(وَالرَّب ُّيَهْدِي قُلُوبَكُم ْإِلَى مَحَبَّةِ اللهِ وَإِلَى صَبْر ِالْمَسِيحِ) 2تس3: 5.

طلب الرسول بولس من مؤمني تسالونيكي ان يصلوا لأجله, لكي تنتشر الرسالة, وتتمجد كما تمجدت عندهم (اذ قبلتم الكلمة في ضيق كثير), ولكي ينقذ أيضاً من الناس الأردياء الأشرار. ثم صلى لأجلهم باعتبار الضيق الذي حاصره يحاصرهم أيضا من كل مكان, طالبا لهم امرين:

1-الرب يهدي قلوبكم لمحبة المسيح. هم اختبروا محبة المسيح, نعم, ولكن لم يعرفوا عمقها بعد. وكما نقول للطفل الذي لايدرك بعد عمق محبة والده له: ياليتك تدرك كم يحبك والدك, فهذا سيغير نمط حياتك. هكذا يتمنى لنا الرسول بولس ان نفهم عمق محبة الله ابونا, وبالتالي نكف عن التذمر في الضيق القادم من الظروف, او من الاخوة الكذبة, او من الالام الجسدية, باعتبار ان الله صاحب السيادة هو ابونا الذي يحبنا, والقادر بنعمته ان يحول كل الأشياء للخير.

2-الرب يهدي قلوبكم لصبر المسيح, فيبدوا ان الضيق كان شديداً في تلك الأيام الشريرة, كما في أيامنا هذه, وصبر أيوب لم يعد ينفع, وصارت الحاجة ان يمدنا الروح القدس بصبر اعظم هو صبر المسيح, الذي احتمل لنفسه مقاومة من الخطاة هذا مقدارها.

ولأن الايمان ليس للجميع, سنواجه في كل يوم ضيق من الناس الأردياء الأشرار لتعطيل الرسالة, كما واجهه رجال الله الذين سبقونا. ولكن مع ذلك ثق عزيزي القارئ بيد ابوك السماوي المحب, صاحب السلطان واليد الرفيعة. وكُفّ عن التذمر لأن عينا ابوك السماوي ترقبان وتلاحظان.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب

.

اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. (زكريا 13 : 7)

أليس هو ابنك يارب, وحيدك, الذي به سررت؟ اليس انك أرسلته إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. ؟ اذا لماذا تريد اصعاده مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ ؟ ألا يمكن أن يُعطى عوضا عنه على سَبْعَةَ مَذَابحَ..سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ ؟.ألا تشفق عينك عليه؟

لما السيف يا الهي؟ اليس سيفك معد لأعدائك و قَدْ حُدِّدَ لِيَذْبَحَ ذَبْحًا. قَدْ صُقِلَ لِكَيْ يَبْرُقَ ؟ لماذا اذاً سلطته على رقبة البار؟ ما الذي فعله حتى استحق هذا ؟ أه يا رب لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنْ عَبْدِكَ.

انظر يا رب لحالته , ها هو مَلْفُوحٌ كَالْعُشْبِ وَيَابِسٌ, وحيد و متروك كَعُصْفُورٍمُنْفَرِدٍ عَلَى السَّطْحِ.الا يرق قلبك له؟

ما زال هناك متسع للوقت يا رب حتى تغير رأيك . أرجوك يا رب ,لاَتُسَلِّمْ لِلْوَحْشِ نَفْسَ يَمَامَتِكَ. ألا تعلم ماذا سيفعل أعدائك بها؟ سيقطعونها اربا اربا...

أنظر يا رب اليه في ساعاته الاخيرة , ها هو يصلي , عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. ماذا تريد اكثر من هذه الصلاة لجاجة حتى ترحمه؟ أهذه هي الأبوة؟ ان يجبرالاب ابنه على الذهاب الى الموت و ان يسر هذا الاب بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ ؟

-         ماذا؟ ماذا قلت يا رب؟ مهلا أرجو أن تعيد لأني بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ! هل تقول أن ابنك طوعا جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ ؟ سار الى الجلد و الصلب و الموت لأنه أَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً؟

اذاً قد كنا هالكين بدونه؟ و مصيرنا البحيرة المتقدة بالنار؟ الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَ أُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا. ! آه يارب , ما هذه المحبة العظيمة التي فَوْقِي ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا!

سامحني يا رب قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا.

هل تكفيني الأبدية لأتفرس في جروح يديك و جنبك المطعون حتى أفهم حبك العجيب ؟ لست أدري..

 بقلم فادي يعقوب .

.

- الإيمان الذي نحتاجه لنقبل وجود الله, أقل بكثير من الإيمان الذي نحتاجه لنرفض وجود الله.
- الأسئلة التي يطرحها وجود الله, أقل صعوبة من الأسئلة التي يطرحها عدم وجود الله.
- الإيمان بوجود الله, يفسر بشكل أفضل, التوافق والترابط بين الأمور المادية والروحية .
- الإيمان بوجود الله, يعطي سلاماً ورجاء في النفس, يفتقد إليهم أغلب من لا يؤمن بوجود الله.
              (
بَدءُ الحكمةِ مخافةُ الرَّبِّ ومعرفةُ القُدُّوسِ فهمُ) أمثال9: 10

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب

.

المؤمن وفالنتاين

كثر الحديث مؤخراً عن عيد الحب أو كما يسمونه عيد فالنتاين والذي ينسبونه للمسيحيين، ولأن الغرض دائماً هو معرفة الحق والحقيقة, بعد البحث تبين التالي:­

هناك عدة قصص وروايات مختلفة عن هذا العيد, فالقصة الأولى تعود الى قديس مسيحي كان يعيش في روما اسمه فالنتاين مات عام 296 م وتقول الكتب التاريخية أن العالم لا يعرف معلومة مؤكدة عن موته (استشهاده), وسببه, سوى مكان دفنه وما غير ذلك هو مجرد خرافات !

الرواية الثانية تقول أن الإمبراطور الروماني كلوديوس الثاني فرض حظراً على الزواج نظراً لتهرب الشباب من الخدمة في الجيش بالزواج, حيث أن الخدمة كانت فرضاً على غير المتزوجين . وكان فالنتينوس يقوم بتزويج الشباب سراً مما أدى الى إعدامه في 14 فبراير (شباط) عام 296 م ورواية أخرى تقول أعدم في عام 270 م.

ويزاد على هذه القصة في رواية أخرى أنه بعد أن اكتشف أمره أرسل الى السجن وهناك تعرف على ابنة أحد الحراس وأحبها وقبل أن يُعدم أرسل لها بطاقة مكتوب عليها ( من المخلص فالنتاين) .

ورواية أخرى تقول أن فالنتاين كان يدعو للمسيحية فأمر الإمبراطور كلوديوس الثاني باعتقاله.

ورواية أخرى تقول أن المسيحية لما انتشرت في أوروبا لفت نظر بعض الكهنة ممارسة طقس روماني في احدى القرى الأوروبية, وهو أن يجتمع شباب القرية في منتصف فبراير ويكتبوا أسماء بنات القرية ويتم السحب على الأسماء وبالتالي تكون الفتاة من نصيب من يسحب اسمها وتكون معه لمدة سنة ! فقرر الكهنة بعد أن وجدوا أنه من الصعب الغاء هذا الطقس ان يبدلوا العبارة التي تكتب على البطاقة (باسم الآلهة الأم ) الى (باسم الكاهن فالنتاين) وذلك كونه رمزاً مسيحياً ؟؟!!!!

وربما هناك روايات أخرى...

والآن السؤال: كيف تحتفل أيها المؤمن بعيد شخص سُمي قديس وليس لنا معلومة مؤكدة عنه !!! ولدينا على الأقل ثلاثة روايات مختلفة عنه؟؟!!!

ثانياً : هل جذبتنا كلمة عيد الحب المذكورة في هذا العيد فأخذناها وطبلنا وزمرنا للعيد دون أن نفهم الأسباب والدوافع؟؟

ألسنا مطالبين (كمؤمنين أتكلم ) أن نسلك بالتدقيق – أن نفحص كل شيء ونتمسك بالحسن.

بولس الرسول يكتب ويقول " فإني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" 2كو 11 : 2

لماذا يّعيد المسيحيون عيد فالنتاين، وهل أصبح لهم رمز للمحبة غير الرب يسوع المسيح الذي نؤمن أنه بدافع المحبة مات لأجلنا وحمل عقاب آثامنا .... ودفع الثمن الباهظ الذي تتطلبه عدالة الله ...

قال له كل المجد: "ماذا يُصنع لكرمي وأنا لم أصنعه...."

لقد نقلنا من سلطان الظلمة الى النور العجيب والمفترض أن نفرح ونتهلل من أجل اسمه العظيم .... ولكن ماذا فعلنا!

ها نحن نحتفل ونخصص يوماً في السنة لنعبر فيه عن محبتنا للآخرين,,, ولبعضنا,,, ولكن باسم آخر...فالنتاين !!!!

يا رب .. ألا تعود أنت فتحيينا فيفرح بك شعبك ....

إننا في أوقات غزت فيها الكنيسة بدع .. وهرطقات ... وأفكار غريبة ... وتمرد على الحق الكتابي .. واستحسانات ... وآراء شخصية ... وموجة عصرية ... وتمسك بتقاليد الناس ... وابتعاد عن قيادة الروح القدس!! والكنيسة تحولت الى عدد كبير من المؤمنين الذين يسميهم الكتاب (اطفال في الايمان مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم).

"وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ، " 1 كو1 : 10

إننا كمؤمنين دونت يد الله القديرة في قلوبنا محبة فائقة المعرفة, لتكون لنا حياة في المحبة نعيشها كل يوم... فكيف بعد أن عرفنا ذا الحب... واختبرنا نعمة الله العلي ... ان نحتفل بعيد الحب بشخص اسمه فالنتاين. ويكون ذكراه هو عيدي !!! وأعبّر لمن أحب عن تقديري بهذه الذكرى.. وكأن فالنتاين أصبح هو رمز الحب!!

قد يكون هذا بالنسبة للعالم صحيح... أما لنا نحن المؤمنين فحاشا.

فاديا يعقوب

.

الجمال الحقيقي

كان يوسف جميلا، ولكن جماله الأعظم لم يكن في الجمال الجسدي، بل في تفوق الجمال الروحي، على جمال الجسد، ولم يلفت يوسف العالم بجمال شكله، ولكنه لفت العالم بجمال عقله الذى أدار به حياة أمة ثمانين عاماً بأكملها، من الثلاثين « أن مات في المائة والعاشرة من عمره، .. وفى جمال الأخلاق المترفعة أمام اللّه والناس، فهو ليس بالإنسان الذى يعطيه خالقه جمالاً، فيفسد هذا الجمال بالشر العظيم الذى يصنعه أمام اللّه، وهو ليس بالإنسان الذى يستغل هذا الجمال ضد الرجل الذى وثق به وسلَّمه كل شيء في بيته، كان جمال الروح أعظم ما يملأ حياة يوسف.

كان موسى جميلاً وقد زاده اللّه جمالاً بالشعاع البهي الرائع الذى عكسه على وجهه، فجعله أروع من جمال القمر عندما تسكب الشمس أنوارها العظيمة عليه، واحتاج موسى إلى برقع، يغطى به هذا الجمال كلما اقترب من الناس أو اقترب الناس منه، لأن جمال اللّه كان عليه.. ولكن موسى لم ير الجمال في وجهه أو بنيانه الرائع ولم ير الجمال في عقله الذى قاد أمة أربعين سنة يصرف أمورها بحكمة عظيمة .. ولكن جماله الأعلى كان جمال الروح في الحياة السامية التي عاشها على مقربة من اللّه.

كانت أبيجايل امرأة جميلة حسنة الصورة، لكن جمالها الحقيقي لم يكن هو الجمال الأنثوي الذى يسحر العقول، ويذهل الألباب، بل كان جمال العقل في المرأة الجيدة الفهم الحسنة التدبير، التي تقف في وجه الكارثة المزمعة أن تكتسحها وبيتها لحماقة زوجها، وسوء تصرفه، ... لكنه مع هذا كله كانت أروع جمالاً بالسمو الروحي الذى جعلها ترد داود من الانتقام مذكرة اياه بالدعوة العليا التي لا يجمل به أن يضيعها بالانتقام، بل أن يسمو بها في انتظار فضل اللّه الذى لابد أن يأتي، وأخذ داود بهذا السمو الروحي، وعف عن القتل وسما إلى العفو، وجاءه الفرح من اللّه بعد أيام قلائل!! ..

كلا لم يكن جمال أبفرودتس مجرد جمال جسدي أو حتى عقلي، بل كان أولاً وأخيراً الجمال الروحي، العظيم، كان اسمه مشتقاً من أفروديت آلهة الجمال، وشتان بين الجمال في المفهوم المسيحي، والجمال عند اليونان في المفهوم الوثني، كانت عبادة أفروديت مقرونة بالتلوث والدعارة والعار، وكانت هناك ألف امرأة في كورنثوس خصصن أنفسهن من أجل أفروديت لهذه العبادة القذرة الداعرة،... وفى كل أجيال التاريخ عاش الناس وما يزالون وثنيين في عبادة الجمال والخضوع لسلطانه البطاش الرهيب، فكم من شاب ترك دينه من أجل امرأة، وكم من شابة باعت حياتها وجمالها في سوق الهوى الرخيص والتبذل القبيح، .. ولكم من نذير حلقت شعر رأسه على ركبتيها فتاة ماجنة وكم من ملايين الناس هووا إلى الجحيم، وهم أشبه بالوعول الساقطة في الأشراك،.. أشراك الحب الآثم والهوى القبيح!! .. لكن أبفرودتس والذى ولد في مهد الجمال الوثني، سطع عليه نور المسيح، فأضحى مسيحياً يشع منه نور الحياة الإلهية المقدسة الممتلئة من جمال الروح!! ..

وعندما نقرأ قصة أبفرودتس تجد أمامك قصة رسمها فنان عظيم رائع الجمال يعكس جماله على جميع أتباعه وأشياعه، رسمها ذاك الذى هو أبرع جمالاً من بنى البشر، وهو يعطى جمال الحياة المسيحية لأولئك الذين يخرجهم من جمال العالم، إلى جماله القدسي العظيم ... لقد تحول جمال أبفرودتس من المعنى الوثني المرتبط بأفروديت آلهة الجمال، إلى الجمال المسيحي كما رسمه المسيح بحياته . والمسيح على الدوام يفعل ذلك على أكمل وجه، عند ما يضع في مرسمه أولئك الذين يعيد رسمهم من جديد كالفخاري العظيم بعد أن تلف الوعاء وفسد، فأعاده مرة أخرى إلى دولابه الخالد!! .. لعل أكبر ظلم فعله غريغوري العظيم في مريم المجدلية، هو أنه صور شياطينها السبعة في صور الحياة المبتذلة التي اعتقد أنها كانت تعيشها، وأنها كانت خليعة ماجنة ممعنة في الفساد والاثم والشر، حتى مر بها المسيح، وأخرج شياطينها ليقدس حياتها له،... وقد سار كثيرون وراء غريغوري في هذا النهج من التفسير وهم يتأملون النعمة المجملة لحياة الإنسان ... واني لا أعتقد بتاتاً أن مريم كانت على هذا التبذل في حياتها الأولى، بل كانت مجنونة كسائر المجانين الذين يفقدون وعيهم، وأنها كانت كمجنون الجدريين الذى أفقده الشيطان وعيه وإدراكه وحياته العاملة بين الناس، ... والشيطان على أية حال وراء ضياع العقل والروح، وهو يسلب الإنسان جماله، حتى يسترده في يسوع المسيح المبارك!! .. وسواء كان جمال مريم مفقوداً بسبب ضياع عقلها أو تبذل حياتها، فإن المسيح يصنع بكل إنسان ما صنعه بها عندما أعاد إليها جمال العقل والحياة، وكساها لا بمجرد جمال جسدي ربما كان في الأصل رائعاً وعظيماً، بل بالجمال الروحي الأروع والأعظم!! .. إن مريم وأبفرودتس وأنا وأنت، وسواء كنا نتمتع بجمال الجسد أم كنا عاطلين عنه، قبحتنا الخطية، وتركتنا أكثر سواداً من فحمة الليل، حتى جاء المسيح نور العالم، وجعلنا أنواراً تشع بالضياء في ظلمة الليل البهيم!! .. وشتان ما بين أفروديت والمسيح!! ... 

.