خبز الحياة
تسجيل

 "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" 1بطرس1: 18و19

في أحد فصول مدارس الأحد .. وقف الخادم أمام مخدوميه يحمل في يديه ورقة نقدية من فئة الـــ 100 جنيه ورفعها أمام تلاميذه وسألهم  ..  من منكم يريد أن يأخذ هذه الـــ 100جنيه؟

فرفع جميع الأولاد أياديهم

أمسك الخادم بالورقة النقدية و ضغط عليها في قبضة يديه بشدة حتى تجعدت الورقة تماما, ثم رفعها ثانية و سأل نفس السؤال, من منكم لازال يريد أن يأخذ هذه الـــ 100جنيه؟

فرفع جميع الأولاد أياديهم

في هذه المرة وضعها الخادم علي الأرض وأخذ يضرب عليها بحذائه بشدة، حتى اتسخت تماما, ثم رفعها مرة ثالثة أمامهم قائلاً: من منكم لازال مصراً .. يريد أن يأخذ هذه الـــ 100جنيه ؟

فرفع جميع الأولاد أياديهم

هكذا قال الخادم للأولاد: بالرغم من كل ما فعلتُه في الورقة النقدية فمازالت قيمتها 100 جنيه, و نحن أيضا يا أحبائي كثيرا ما ننسحق بسبب همومنا أو نتسخ بسبب خطايانا لكننا أبدا لا نفقد قيمتنا في نظر أبينا السماوي. فمازالت قيمتنا في نظر أبينا السماوي هي, دم ابنه الزكي, فالقيمة الحقيقية لنا, ليس في مــن نحــن؟ بل, لـمـن نـحــن؟

.

   (وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.) رومية8: 28

هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب..

منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة.

ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.

مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب، و يشرب من جدول مياه قريب و ينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل و حر النهار.

و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. و لكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.

فأخذ يصرخ: "لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا و أنا غريب في هذا المكان، والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه... لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى عليّ؟!!"

و نام الرجل من الحزن و هو جوعان، و لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره..

إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه.

أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه: "لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ" !!!

عزيزي القارئ، إذا ساءت ظروفك فلا تخف..

فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به..

و عندما يحترق كوخك.. اعلم أن الله يسعى لإنقاذك..

.

"مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ"(غلاطية2: 20)

إن في هذا التعليم معنى كبيرًا وساميًا، فهو يفصل المسيحية عن كل الديانات الأخرى تحت الشمس. إذا تأملت في الديانة اليهودية مثلاً أو أية ديانة أخرى، فماذا تجد؟ ألاتجدها عبارة عن نظام أو تدريب أو إصلاح أو نمو أو تقدم الإنسان الأول؟ هذا هو غرض الديانة بلا شك. أما المسيحية فهي تجديد روحي كامل أساسه صليب المسيح الذي فيه صُلب الإنسان العتيق والذي فيه دينت الخطية وبان شر العالم. فالصليب يختم في المؤمن تاريخ الإنسان الأول «مع المسيح صُلبت» وأيضًا "الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ" (غلاطية5: 24).

دعونا نتأمل قليلاً في العبارات الثمينة الآتية التي نطق بها الرسول بولس: "لأَنِّي مُتُّ بِالنَّامُوسِ لِلنَّامُوسِ لأَحْيَا لِلَّهِ. مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." (غلاطية2: 19-20).

هذه هي المسيحية، وفيها يظهر عدم إمكانية تعديل أو إصلاح الإنسان العتيق، بل على العكس من ذلك، ترى فيها موت، بل صلب، بل دفن الإنسان السالك بحسب الجسد, الإنسان العتيق، وظهور الإنسان الجديد محله. كل مؤمن حقيقي قد ترك الخليقة الأولى، وانتقل إلى الخليقة الجديدة التي فيها يسكن البر الذي في المسيح يسوع؛ آدم الأخير، رأس هذه الخليقة الجديدة.

هذا هو مقام أصغر مؤمن بالمسيح يسوع. لا توجد منزلة للمسيحي غير هذه. لا يوجد إلا أمران: إما أن يكون الإنسان في آدم الأول، أو في آدم الأخير. ولا توجد حالة متوسطة بين الاثنين: إما أن يكون الإنسان في المسيح، أو في خطاياه وشروره ومعاصيه. وإن كان في المسيح فهو أمام الله مثل المسيح نفسه. إن المسيح قد وقف موقف المؤمن، وحَمَل كل خطاياه، وقد مات على الصليب لأجله ووفى العدل الإلهي حقه، وناب عنه في كل شيء. وبعد أن حملكل ما كان على الإنسان أن يحمله، قام من الأموات، وهو الآن رأس للجنس الجديد وممثل للمؤمن أمام الله.

.

«لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ.» متى24: 44

إن مجيء ربنا يسوع لاختطاف المؤمنين لهو من أقوى المُحرّضات التي يوجهها الكتاب المقدس إلى المؤمنين لأجل الحياة النقية المكرسة. لأجل حياة الخدمة العاملة النشيطة. إن المسيح قادم، فلنكن على استعداد لهذا القدوم.

وماذا يعني هذا الاستعداد؟ أو بعبارة أخرى ما هو قوام هذا الاستعداد؟ الجواب هو الانفصال عن ملذات الجسد والعالم. الانفصال عن التورط في أمور العالم، ومن الناحية الإيجابية الصحو للصلوات الحارة أمام الرب والحياة الأمينة المكرسة.

من أجل ذلك يقول الرب: «لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ» متى24: 44. «فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ» متى25: 13.

سوف ينزل الرب بنفسه من السماء لأخذ خاصته إليه. وما أعظم النعمة التي تضيء في هذا! إن دعوتُ صديقًا عزيزًا عليّ ومحبوبًا لقلبي أن يأتي إليَّ، فلا يكفيني أن أرسل خادمًا لينتظره على القطار ويأتي به، بل أذهب أنا بنفسي، وأذهب بسرور وبشوق شديد. وهذا ما سيعمله الرب معنا، نحن شعبه الذي اقتناه بدمه الثمين. لقد مضى إلى السماء كسابقٍ لنا، ولا بد أن يتمم الوعد الثمين، ويُشبع محبة قلبه الفائقة المعرفة.

عندما ارتفع الرب عن الرسل إذ أخذته سحابة عن أعينهم «وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقاً إِلَى السَّمَاءِ». هذه كلمات جميلة ولها قوتها في تدعيم الحق الإلهي السامي، حق رجوع الرب بنفسه مرة أخرى لاختطاف المؤمنين.

لقد شهد الرسول بولس عن المؤمنين التسالونيكيين قائلاً: «وَكَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ، وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي» 1تسالونيكي1: 9،10. ولو سُئل أحد المؤمنين التسالونيكيين: ماذا تنتظر؟ إنه بلا شك كان يُجيب قائلاً: "إني أنتظر ابن الله من السماء". إن هذا الرجاء، وليس غيره هو رجاء كل المؤمنين أفرادًا، كما أنه أيضًا رجاء الكنيسة، عروس المسيح.

.

"لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنَ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ" (2تسالونيكي2: 3)

إنّ إحدى أهم علامات مجيء المسيح ثانية هو الارتداد الروحي عن الله. يظهر هذا في أيامنا من خلال التهاون الموجود عند الناس تجاه الأمور الروحيّة, ومن خلال انحراف الكثير من الطوائف المسيحية عن حق كلمة الله ومزج وصايا الرب يسوع بتعاليم البشر والتقليد. كذلك أيضا من خلال الأديان المختلفة والبدع والتي وإن احترمت شخصية المسيح ولكنّها ترفض إلوهيته وفداءه على الصليب وقيامته المجيدة. ينحدر العالم اليوم نحو العولمة التي فيها أصبح الله خارج حسابات البشر, والتي من خلالها تطمح الدول الكبرى أن تصنع نظاما جديدا يتمحّور حول الناس وليس حول الله الخالق. إننا نعيش اليوم في زمن الارتداد الروحي عن المسيح والذي هو إحدى علامات مجيء ربنا يسوع المسيح على سحاب المجد. لذا علينا كمؤمنين أن نتمسّك بربنا يسوع ونعيش بأمانة تامة لتعاليمه التي أوحى بها إلى الرسل. علينا أن لا نرتبك بأعمال الحياة بل نجتهد حتى نكون مرضيين عنده في كل ما نعمله.

.

إن قصد الله لأولاده وبناته أن يعيشوا حياة القداسة، أي حياة الاعتزال عن الشر وتكريس الكل للرب. كما يقول الكتاب "كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»." (1بطرس1: 14-16).

لكن الكثيرين اليوم استبدلوا ذهب حياة القداسة العملية بنحاس صورة التقوى في حياتهم الكنسية والاجتماعية وتم فيهم وصف الكتاب للناس في الأيام الأخيرة " لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلَكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا." (2تيموثاوس3: 5). وهذا هو السبب وراء فتور بعض الكنائس وضعفها إذ صارت المسيحية للكثيرين تمثيلية يقومون بأدوارها كل يوم أحد، أما باقي الأسبوع فحدث عن ما يحدث فيه ولا حرج. فهم مكتفين بصورة التقوى ومنكرين قوتها الذي هو المسيح نفسه، وهذا ما يقتل الشهادة للمسيح ويدفع الكثيرين للظن أن المسيحية الحقيقية هي مجرد صورة بلا قوة، فهم ينخدعون بالذين يبدون وكأنهم مسيحيين، وقد يكون من العسير تمييزهم للوهلة الأولى عن المسيحيين الحقيقيين، ولكن حياتهم تكشفهم وتكشف موقفهم الداخلي من جهة الإيمان والمحبة والعبادة الحقيقية للرب، فالمظهر الخارجي يكون بلا قيمة.

إن أولاد الله الحقيقيون يدركون نعمة الله العظيمة التي منحتهم الخلاص المجاني الثمين على أساس دم المسيح الكريم، ويدركون قصد الله لهم ليعيشوا حياة القداسة التي تليق بأولاد الله وتمجد اسم الرب القدوس، كما يقول الكتاب "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ" (أفسس1: 3-4).

.

"فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق" (أفسس6: 14) 

إن أول جزء في سلاح الله الكامل يتعلق بالحالة الداخلية لنفوسنا. فلا يمكن أن يكون هناك نشاط إلهي إلا إذا كان القلب مستقيماً أمام الله. ربما نعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، لكن معرفة الحق وحدها لا تنفع، بل لا بد من تطبيق الحق عملياً على الحياة والسلوك، ويجب أن يتحكم الحق في كل حركاتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا اليومية" علمني يا رب طريقك. أسلك في حقك. وحِّد قلبي لخوف اسمك" مزمور86: 11 

ومن المُسلَّم به أنه لا يوجد حق كامل في العالم إلا كلمة الله. أما بعيداً عنها فلا يوجد إلا الشكوك والظلام والجهل، وأيضاً توجد أفكار عقل الإنسان الذي لا يزيد عن كونه مخلوقاً. أما كلمة الله فهي الإعلان عن الحق وبالتالي فهي تضع كل شيء في مكانه الصحيح. إنها تُخبرنا عن الله كما هو مُعلن في المسيح. وعن محبته للعالم المسكين الهالك. كما تُخبرنا عما هو الإنسان، وما هو الشيطان، وما هي الخطية. كما أنها تُخبرنا عن دينونة الله للخطية ومحبته للإنسان الخاطئ. كل هذا مُعلن في كلمة الله. إن كل مَنْ يسمع كلمة الله ويؤمن بها، يجد فيها ما يُريح ضميره ويُشبع قلبه. ففيها يجد المخلِّص الذي مات لأجله ويتعلم الكثير عنه بإرشاد الروح القدس الساكن فيه.  

أما معنى منطقة الأحقاء بالحق، فهو تطبيق هذه الكلمة الحية على القلب والضمير مما يجعل الإنسان الباطن خاضعاً تماماً لتعليم هذه الكلمة. وكلنا نعرف أن الأحقاء هي ذلك الجزء من الجسم الذي يحتاج إلى الشد والتقوية في الصراع والعمل. وكما أن المنطقة على حقوي الإنسان تُكسب جسده قوة ونشاطاً، كذلك درس كلمة الله، فإنه يقوي وينشط إنساننا الباطن. 

وحينما تكون الأحقاء ممنطقة أو مشدودة بالحق، تكون العواطف مُخضعة والإرادة مكسورة، وبذلك يصبح أسلوب الإنسان بأكمله أسلوب الثبات والحزم. وعندما يسير في طريقه بعد ذلك ويجد نفسه مُحاطاً بالأشياء الجسدية التي ينجذب إليها القلب الطبيعي، فإنه يجد أن (الحق) قد حكم على تفاهة هذه الأشياء في نظر الله وفي نظره أيضاً كمؤمن، والنتيجة أنه يرفضها رفضاً قاطعاً. 

   

.